يحتفل المسلمون في 12 ربيع الأول من كل عام بميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين النبي محمد (صلى) الذي أنار الدنيا برسالة الإسلام التي نزلت في مكةالمكرمة. ولا يزال المسلمون يستخلصون العبرة والحكمة من أصعب المواقف التي عاصرها (صلى) بنقائه وصبره على نشر الدعوة مواجها الإيذاء بالحسنى. ونسرد لكم قصة أحد المواقف، التي تعرض لها النبي الكريم (صلى) في السطور الآتية. * الرسول يحضن طفلا فقد طائره الأليف كان للأطفال حظا من وقت النبي صلى الله عليه وسلم، واهتماماته، فكان يحنو عليهم، ويترفق بهم، ويداعبهم ويمازحهم، حتى يدخل السرور على قلوبهم. وكان صلى الله عليه وسلم من أشد الناس تواضعًا لله تعالى، حتى أن حنوه ورحمته بلغت الإنسان والطير والحيوان والجماد أيضا. وللنبي قصة مع الطفل عُمير وهو أخو الإمام انس بن مالك لأمه، وكان اسمه أبو عُمير بن أبي طلحة الأنصاري. كان أبو عُمير طفلا لا يتجاوز الثلاث سنوات، وفي يوم من الأيام زار الرسول صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك في بيته، فرآى الرسول عُمير وفي يده طائر يشبه العصفور، فقال له: (يا أبا عمير ماذا فعل النُغير؟) -أي طائر صغير- فتبسم الطفل الصغير. وبعد أيام جاء الرسول إلى بيت أنس، وسأل كعادته عن عُمير فأجابه أنس، أن عصفور قد مات، وأنه حزين جدًا لموته، فأقبل الرسول مسرعًا إلى الصبي الصغير، وأخذ يواسيه ويخفف عنه حزنه، بعد أن رمى عُمير بنفسه في حضن الرسول (صلي) وهو يبكي ويقول: "لقد مات النُغير.. لقد مات". كما كان صلى الله عليه وسلم رحيما حتى بالنباتات: فروي جابر بن عبدالله في صحيح البخاري: "كانَ المَسْجِدُ مَسْقُوفًا علَى جُذُوعٍ مِن نَخْلٍ، فَكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا خَطَبَ يَقُومُ إلى جِذْعٍ منها، فَلَمَّا صُنِعَ له المِنْبَرُ وكانَ عليه، فَسَمِعْنَا لِذلكَ الجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ العِشَارِ، حتَّى جَاءَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ". ويحمل هذا الحديث معجزة من معجزات النبي (صلى) وشرحه أن مسجد النبي صلى الله عليه وسلَّمَ كان مسْقوفا على جذوع من نخل كالأعمدة التي يستند عليها السقف، فكان إذا خطب (صلى) يقوم واقفا مستندا على جذع منها، فلما صنع له المنبر، وقام عليه سمع الصحابة رضوان الله عليهم لذلك الجذع الذي التي يقف عنده صوت حزن وحنين للنبي (صلى) أناقة التي اتعبها الحمل، فجاءه النبي ووضع عليه يده الشريفه فسكت. اقرأ أيضا مواقف في حياة النبي (4).. الرسول يغضب لعصفورة أُخذ منها صغارها ويعيدها إليها