• رئيس المركز الدولي للتفكير والدراسات حول منطقة الساحل: انقلاب الجابون مقلق بالنسبة للديمقراطية ويقلص نفوذ فرنسا في أفريقيا بعد وقت قصير من إعلان فوز علي بونجو بولاية ثالثة صباح الأربعاء، أعلن الجنود عبر شاشات التلفزيون أنهم يستولون على السلطة في الجابون. فيما سمع دوي إطلاق نار في ليبرفيل، ما اعتبره الإعلام الفرنسي انقلابا عسكريا جديدا يقلص نفوذ فرنسا في المنطقة. وذكرت محطة "فرانس إنفو" التلفزيونية الفرنسية، أن هذا الانقلاب العسكري الجديد ينضم إلى الانقلابات العسكرية التي تجتاح أفريقيا بعد مالي وبوركينا فاسو والنيجر، ما يؤكد تراجع النفوذ الفرنسي في المنطقة. وتحت عنوان "الجابون: عدوى مثيرة للقلق بعد الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر"، قال صديق أبا، رئيس المركز الدولي للتفكير والدراسات حول منطقة الساحل، إن "الأمر مقلق بالنسبة للديمقراطية" ويثير أيضا مسألة نفوذ فرنسا في أفريقيا"، بحسب محطة "فرانس إنفو" التلفزيونية الفرنسية . وأضاف "لقد تم استيفاء العناصر الكلاسيكية للانقلاب في الجابون"، موضحاً أن "الجيش سيطر على القصر الرئاسي، وأصدر مرسوماً بإغلاق الحدود البرية والجوية وحل المؤسسات". ووفقاً للباحث السياسي، فإنه "ربما يكون علي بونجو قد قضى فترات طويلة جدًا. لقد أصيب بحادث في القلب لعدة سنوات، ولم يشعر الكثيرون أنه قادر على قيادة حملة رئاسية". ويعتبر هذا المتخصص أيضًا أن القيود التي فرضتها الحكومة عقب الانتخابات الرئاسية "أدت إلى زيادة التوتر" داخل البلاد، لا سيما مع "تعليق الإنترنت وحظر التجول"، لافتاً إلى أن "المعارضة اشتبهت بالفعل في رغبة الحكومة في عكس نتيجة الانتخابات الرئاسية". ويرى صديق أبا أنه يبقى أن نرى "كيف سيسيطر الجيش على مقاليد السلطة الأخرى وما إذا كانت هناك مقاومة من الموالين"، موضحاً انه في الوقت الحالي، لم يخرج الجابونيين إلى الشوارع للدفاع عن هذا النظام" الذي يعتبره "لا يحظى بشعبية". وتأتي هذه المحاولة الانقلابية بعد الانقلابات في مالي أو بوركينا فاسو أو النيجر، بحسب المحطة الفرنسية. وأعرب آبا عن مخاوفه من أن "هناك عدوى مثيرة للقلق"، مضيفاً أن "الأمر مقلق بالنسبة للديمقراطية" ولكنه يثير أيضًا مسألة نفوذ فرنسا في أفريقيا لأن هذه الانقلابات تحدث "في المستعمرات الفرنسية السابقة". وتابع: "كانت الجابون حليفاً اقتصادياً بالنفط"، وإذا "اهتزت البلاد، فهذه انتكاسة جديدة لفرنسا ونفوذها في إفريقيا"، مشيراً أيضا إلى أن "هناك تواجدا دائما لنحو 350 جنديا فرنسيا في الجابون". من جهتها، أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى أنه بعد اعادة انتخاب علي بونجو، ندد ألبرت أوندو أوسا "بالتزوير الذي دبره معسكر البونجو" قبل ساعتين من إغلاق صناديق الاقتراع يوم السبت وكان يعلن بالفعل فوزه. وحث معسكره يوم الاثنين بونجو على "تنظيم انتقال السلطة دون إراقة دماء" على أساس فرز الأصوات الذي أجراه صرافيه، ولكن دون تقديم أي وثيقة داعمة. وأضافت "لوموند" إلى أنه تم إعلان النتائج الرسمية في منتصف الليل، الساعة الثالثة صباحًا (الرابعة صباحًا في باريس)، على شاشة التلفزيون الحكومي دون الإعلان عن الحدث مسبقًا، موضحة أنه "في خضم حظر التجول، وبينما يتم قطع الإنترنت في جميع أنحاء البلاد، قررت الحكومة إجراءين، السبت، قبل إغلاق صناديق الاقتراع، من أجل درء نشر "أخبار كاذبة"، على حد تعبيرها" وإلى "العنف" المحتمل. من جانبها، قالت إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية، أن الارتباك يسود في الجابون بعد إنقلاباً عسكرياً جديداً في المنطقة، موضحة أنه وفقاً لمصادرها، فإنه في حوالي الساعة الواحدة صباحا، توجهت كاميرا إلى مركز الانتخابات الجابونية، المؤسسة التي تنظم الاقتراع، لتسجيل النتائج النهائية التي قرأها رئيسها ميشيل ستيفان بوندا. وأضافت بعد ساعات قليلة، تتم قراءتها على تلفزيون "جابون بريميير" الوطني، موضحة أنه "بمجرد انتهاء القراءة، تم سماع الطلقات الأولى، ثم يتم عرض النتائج على قناة "جابون 24"، وهي القناة التي يقع استوديوهاتها في القصر الرئاسي. ووفقاً للإذاعة الفرنسية، فإنه عندما اعلان الأرقام، قبل الساعة الخامسة صباحًا بقليل، انقطع البث لبضع دقائق. ثم ظهر عشرات الجنود على الشاشة، وقال أحدهم وهو يقرأ بياناً صحفياً أعلن فيه إلغاء الانتخابات وحل المؤسسات: "نحن ننهي النظام القائم". وبين إعلان فوز علي بونجو أونديمبا، اليوم الأربعاء، لولاية ثالثة، وإعلان الجنود على شاشات التلفزيون مطالبتهم بالاستيلاء على السلطة، لم تمر سوى دقائق معدودة، بحسب "إر.إف.إي". من جهتها، قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، إنه في الجابون، حدث انقلاب رداً على إعادة انتخاب علي بونجو، وتم عزله بالفعل. وأضافت :" بينما فاز الرئيس الذي يتولى السلطة منذ 14 عاما بالانتخابات الرئاسية يوم السبت بنسبة 64.27% من الأصوات، أعلنت مجموعة من عشرة جنود جابونيين، في بيان صحفي بثته قناة تلفزيون "جابون 24" داخل قصر الرئاسة، إلغاء الانتخابات الرئاسية وحل "كافة مؤسسات الجمهورية". وأشارت الصحيفة إلى أن جنود الإنقلاب أعلنوا أنهم "ينهون النظام القائم" ويغلقون "الحدود حتى إشعار آخر"، باسم "الانتقال واستعادة المؤسسات". وكان البونجو، الأب ثم الابن، يتولى السلطة منذ عام 1967. وأعلن أحد هؤلاء الجنود : "وبعد أن لاحظنا الحكم غير المسؤول وغير المتوقع الذي يؤدي إلى تدهور مستمر في التماسك الاجتماعي الذي يهدد بدفع البلاد إلى الفوضى قررنا الدفاع عن السلام من خلال وضع حد للنظام القائم". وزعم الجنود أنهم يتحدثون باسم "لجنة الانتقال واستعادة المؤسسات". وكانت مجموعة الانقلابيين مكونة من أفراد من الحرس الجمهوري (يمكن التعرف عليهم من خلال قبعاتهم الخضراء)، وجنود من الجيش النظامي، وضباط شرطة. ودعا الجنود إلى "الهدوء والسكينة"، وأكدوا "حرصهم على احترام التزامات الغابون تجاه المجتمع الدولي".