«أفضل مخرج على قيد الحياة».. هكذا أطلق النقاد على الأمريكى مارتن سكورسيزى خلال العرض الخاص لفيلمه «الجزيرة المحطمة» فى لندن، والذى يواصل من خلاله الغوص فى أعماق النفس البشرية ليقدم رؤية فلسفية تحمل صبغة واقعية. فبعد أربعين عاما من العمل السينمائى قدم خلالها 22 فيلما، اختار مارتن سكورسيزى أن يخوض الآن تجربة سينمائية جديدة جمعت بين الفكر الإجرامى والمرض النفسى بفيلم «الجزيرة المحطمة» الذى يعرض حاليا. وتدور أحداث الفيلم خلال فترة الخمسينيات حول ضابط فيدرالى يذهب فى مهمة خاصة مع شريكه للتحقيق فى اختفاء أحد المرضى النفسيين من مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بجزيرة مغلقة عليهم لخطورتهم، وهناك تنكشف العديد من المفاجآت. عن سبب اختياره لرواية دينيس ليهانى لتحويلها إلى فيلم سينمائى، قال سكورسيزى لجريدة «ديلى تليجراف» البريطانية: يجب أن اعترف أننى بمجرد أن قرأت القصة شعرت أنه يجب تقديمها، فالقصة تجعلك تتعمق وتتعلق بشدة مع شخصياتها وتشعر فى تعاملك مع هذه الشخصيات وكأنك تتعامل مع أجزاء من نفسك ومع كونك إنسانا وهو ما لم أجده فى مشاريع أخرى كثيرة لذا ببساطة قررت الدخول وإكمال الأمر حتى النهاية. وتطرق المخرج الأمريكى الكبير إلى الفكرة التى يرتكز عليها العمل، موضحا: فكرة الفيلم تدور حول ضابطين يسافران إلى جزيرة منغلقة وتضم مستشفى للأمراض العقلية والنفسية فى مهمة خاصة وهى القبض على مريضة نفسية متهمة بقتل بناتها الثلاث ويقسم هذا المستشفى المرضى من الرجال والنساء إلى ثلاثة أقسام تبعا لخطورتهم وهناك وبعد وصول الضابطين يكتشفان أن ظاهر الأحداث يبتعد تماما عما يظهر من حقائق فى الخفاء. ودافع مخرج «الجزيرة المحطمة» عن اختياره ليوناردو دى كابريو ليكون بطل الفيلم، وقال: عملنا سويا من قبل، فهذا هو رابع فيلم نشترك فيه وليوناردو هو بالفعل البطل المناسب للعمل، فمنذ أن بدأنا العمل وجدته يجلس فى غرفته بالساعات قبل التصوير يتحدث لنفسه ليندمج مع الشخصية،وبالفعل أدى دوره بإتقان وحساسية مطلقة. ورفض سكورسيزى اتهام الفيلم بكثرة الألغاز مما أضفى عليه حالة من الغموض، معربا عن سعادته بالنجاح الذى يحققه الفيلم حتى الآن وعدم توقع المشاهدين لتسلسل الأحداث كما يحدث فى الكثير من الأعمال الأخرى. وأضاف: الألغاز هى طبيعة الحياة.. فحياتنا عبارة عن سلسلة من الأحداث والألغاز التى نسعى إلى كشفها لنشعر بالارتياح وهو ما ينقله فيلم الجزيرة المحطمة. وتابع: لم نقدم شيئا بعيدا عن الواقع، فالشخصية الرئيسية هى شكل من أشكال حياة الإنسان بشكل كبير، فالبطل يتعرض لأحداث مثيرة هو برىء منها، ولكنه يشعر بالذنب وهو ما جذبنى للشخصية وجعلنى أتعاطف معها لما بها من مشاعر حقيقية وقوة ظاهرة وضعف مختفٍ. وحول تفضيله العمل مع أشخاص سبق التعاون معهم، قال «لأنهم يعرفون طريقة عملى وما أنا قادر عليه ويعرفون كيفية التعامل مع شخصيتى وهو ما يشعرنى بالارتياح أثناء العمل ويوفر الكثير من الوقت والجهد». وقلل سكورسيزى من أهمية لقب أفضل مخرج أمريكى على قيد الحياة الذى أطلق عليه، وقال: اللقب لا يمثل ضغطا علىَّ لأننى أفعل كل ما أستطيع لأقدم الأفضل وأبذل كل ما فى وسعى لإخراج فيلم جيد يستحق المشاهدة لأنه فى النهاية يجب أن أكون سعيدا بأفلامى، وأفتخر بها بعد مرور سنوات على تقديمها.. فمسألة الألقاب لن تزيد من عملى أو تؤثر عليه فى كل الحالات.