بعد نحو شهرين من قيادته تمرد فاشل في روسيا، جاء الإعلان عن مقتل يفجيني بريجوجين قائد مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة، في حادث تحطم طائرته الخاصة، شمال غرب موسكو، والذي أسفر أيضا عن مقتل عدد من أبرز معاونيه. وفي السطور التالية نستعرض كل ما تحتاج معرفته عن الحادث: • ماذا حدث؟ أفادت وزارة خدمات الطوارئ الروسية، مساء أمس الأربعاء، بأن الطائرة كانت خاصة من طراز "إمبراير"، كانت تحمل سبعة ركاب وثلاثة من أفراد الطاقم غادرت من موسكو في طريقها إلى سان بطرسبرج تحطمت قرب قرية كوجينكينو، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن مسئولين روس. وتظهر بيانات الطيران أن الطائرة بلغت ارتفاعا حوالي 28 ألف قدم قبل أن تتوقف فجأة عن إرسال تفاصيل التتبع، وجرى العثور على جثامين ثمانية أشخاص بموقع التحطم، بحسب وسائل الإعلام الروسية. ونشرت وكالة "ريا نوفوستي" لقطات لسقوط الطائرة بدون أحد أجنحتها فوق منطقة تفير. ولم يتضح سبب تحطم الطائرة، وقالت السلطات الروسية إنها تحقق وتجري عمليات بحث. وقال الصحفي المخضرم في شئون العلوم والفضاء، مايلز أوبراين: "إن الطائرة بدت وهى تسقط بسرعة في حالة دوران، وتخلف كثير من الدخان... يبدو وكأن بعض القطع الهيكلية، والأسطح الديناميكية الهوائية، كانت مفقودة". وأضاف: "طائرة مثل هذه... لم تسقط بشكل كارثي من السماء بدون حدوث شيء غير معتاد للغاية"، مشيراً إلى أن حادثا مثل هذا ربما سببه انفجار إما داخل أو خارج الطائرة، مثل انفجار عبوة ناسفة على متنها، أو أن يضربها صاروخ. وردد مفتش السلامة السابق في إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، ديفيد سوسي، هذا الاحتمال، قائلاً إن سقوط الطائرة بدا وكأن لديها جناح واحد فقط متبقي. • من كان على متن الطائرة؟ وردت أسماء بريجوجين وعدد من معاونيه البارزين في فاجنر على قائمة الركاب التي شاركتها هيئة الطيران الروسية. وأصدرت إحدى قنوات "تليجرام" التابعة لفاجنر، والتي نقلت في وقت سابق مقاطع الفيديو الدعائية للمجموعة، بياناً قالت فيه إن بريجوجين قتل، فيما التزمت قنوات أخرى مرتبطة بفاجنر وبريجوجين، بينها قناة تليجرام الرسمية الخاصة به، الصمت. ويظهر مقطع فيديو آخر نشرته "ريا نوفوستي" موقع الحادث، حيث تظهر آخر أربع أرقام من رقم التسجيل على حطام محرك الطائرة (2795). وطائرة بريجوجين الخاصة، المرتبطة بشركاته ومجموعة فاجنر، مسجلة تحت رقم "آر آيه-02795". وكان قائد طاقم الطائرة طياراً متمرساً بدأ مساره المهني بقيادة طائرة متعددة الأغراض بمحركين من طراز "إل-410"، بحسب ما قالته زوجته. • هل يوجد رابط بالتمرد الفاشل؟ جاء حادث تحطم الطائرة بعد شهرين من محاولة التمرد التي شنها بريجوجين ضد القيادة العسكرية الروسية. في يونيو الماضي، سيطر بريجوجين وقوات فاجنر على مواقع عسكرية رئيسية وزحفوا نحو موسكو، حيث نشر الكرملين قوات مدجحة بالسلاح بالشوارع. لكن قبل المواجهة، تم التوصل لاتفاق أنهى التمرد وانتقل بريجوجين ومقاتليه إلى بيلاروسيا المجاورة. وشكل ذلك أكبر تحدي لحكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ 23 عاما. لكنه جعل من بريجوجين أيضاً هدفا، حيث وصفه خبراء بأن "رجلاً ميتاً يسير على قدميه". وألمح الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الأربعاء، إلى علاقة بوتين بالحادث، واستدرك قائلا: "لا أعلم بالضبط ما حدث، لكنني لست متفاجئاً". وأدلى مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.آيه) وليام بيرنز ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بتعليقات مشابهة، مشيرين إلى تاريخ بوتين الطويل من الثأر، وتكرار مقتل المعارضين الروس في ظروف غامضة.