اعتبرت صحيفة "تايمز" البريطانية، أن مقتل زعيم مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة يفجيني بريجوجين، والمؤسس المشارك فيها ديمتري أوتكين، من المرجح أن يشير إلى نهاية المجموعة كقوة قتالية كبيرة. واستعرضت الصحيفة تاريخ فاجنر، ذاكرة أنها "تأسست عام 2014 للدفاع عن مصالح الكرملين في سوريا، وأوكرانيا، وأجزاء من أفريقيا، وسرعان ما اكتسب مقاتلوها سمعة وحشية، حيث إنهم مسئولون عن بعض من الانتهاكات الحقوقية المروعة". وذكرت أن المجموعة وسعت أنشطتها في أفريقيا خلال السنوات الأخيرة، حيث دعمت رؤساء مقابل السيطرة على حقوق قطع الأشجار والتعدين المربحة، بينما تساعد أيضا موسكو في توسيع نطاق نفوذها السياسي. من جهتها، علقت الصحفية الروسية، كسينيا سوبتشاك، على الحادث قائلة: "قطعت رأس فاجنر"، مضيفة أنه "في روسيا كان هناك جيشان خاصان لم يسيطر عليهما (الكرملين)، الأول جيش بريجوجين، والثاني جيش (الزعيم الشيشاني رمضان) قديروف، يتبقى واحد فقط". ورأى مارات جابيدولين، وهو عضو سابق في فاجنر، إن مقتل بريجوجين وأوتكين سيعني نهاية أنشطة المجموعة في أفريقيا. وبحسب الصحيفة، من المشكوك فيه أن يتمتع أي من أعضاء فاجنر الباقين على قيد الحياة بالنفوذ للسيطرة على المجموعة. وكان فاليزي تشيكالوف، الذي يعتقد أنه ترأس أجهزة الأمن التابعة لفاجنر، على متن الطائرة التي تحطمت، الأربعاء، على بعد حوالي 200 ميل شمال موسكو. وكان بريجوجين، قد شن تمرداً فاشلاً ضد موسكو في يونيو الماضي، بعد خلافه مع قادة وزارة الدفاع الروسية بسبب طريقة تعاملهم مع الحرب في أوكرانيا. وقالت تقارير إعلامية روسية غير مؤكدة أن زعيم فاجنر ومعاونيه حضروا اجتماعاً مع مسئولين من وزراة الدفاع الروسية قبل فترة قصيرة من صعوده على متن طائرته، في خطوة ربما كانت محاولة فاشلة للتغلب على اختلافاتهم. ورأى معهد دراسة الحرب، (مؤسسة بحثية في الولاياتالمتحدة)، أنه من الممكن أن يكون الكرملين استهدف بريجوجين في إطار حملة لتدمير مجموعته. وكتب المعهد أن "اغتيال القيادة العليا لفاجنر كانت على الأرجح الخطوة الأخيرة للقضاء على فاجنر كمجموعة مستقلة". وقالت "تايمز" إن شكوكاً تحيط أيضاً بمستقبل فاجنر في بيلاروسيا، حيث سمح لها بإنشاء معسكر بعد تمرد بريجوجين الفاشل في يونيو الماضي. ويقال إن بعض مقاتلي المجموعة بدأوا حزم أمتعتهم بعض أنباء حادث التحطم. ويقال إن كثيرين غادروا بالفعل بعدما أصبحوا غير راضين عن تقليص رواتبهم. وبالرغم من أن بعض أنصار فاجنر شجعوا على هجمات انتقامية على الكرملين والقادة العسكريين، يستبعد محللون حدوث ردود فعل عنيفة تجاه بوتين، بحسب الصحيفة البريطانية.