- محمد عفيفي: الكاتب شغوف بالإبداع والبحث عن كل جديد - سيد محمود: حضور قوي للتفرد اللغوي والتخييل التاريخي نظمت دار الشروق، حفل توقيع ومناقشة رواية "عسل السنيورة" للكاتب شريف سعيد رئيس القناة الوثائقية في مبنى قنصلية بوسط البلد، الأربعاء، وأدار المناقشة الإعلامي د. محمد عبده بدوي. وشارك بحفل توقيع رواية "عسل السنيورة"، بعض الإعلاميين والكتاب والشخصيات العامة من بينهم محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ ورئيس قطاع الصحف والمواقع بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والإعلامي أحمد الدريني رئيس قطاع الإنتاج الوثائقي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والكاتب الصحفي أكرم القصاص رئيس مجلس إدارة جريدة اليوم السابع، والمؤرخ محمد عفيفي، والإعلامي مصطفى ميزار، والكاتب والناقد سيد محمود. واستهل الكاتب شريف سعيد، حديثه قائلا إنه اجتهد طوال سنوات لصياغة نصوص رواية "عسل السنيورة"، واستهدف إحداث توازن ما بين المتخيل والواقعي في روايته التي حملت طابعا تاريخيا. وأضاف أن أحداث الرواية مبنية على أحداث حقيقية وتعود إلى زمن الحملة الفرنسية، وتلقي الضوء على تجارب وسياقات خاصة بمجموعة من البلدان كمصر وفرنسا وإنجلترا. وأوضح أن الرواية تتطرق إلى جزئية مثيرة للجدل حول أثر الحملة الفرنسية على مصر، وإنه بلا جدال الاحتلال مرفوض جملة وتفصيلا، وأنه ضده بشكل كامل فلا منطق من احتلال دولة لأخرى، ولكن الثابت تاريخيا أن الحملة الفرنسية كان لها أثرا ملموسا على المصريين، فنحن قبلها غير بعدها وهي مسألة لا يمكن إنكارها. وتابع: "نلمس من خلال الرواية، إننا تعرضنا كمصريين لصدمة، بعدما كنا نعيش في كنف ما يسمى بالخلافة العثمانية، وتلك الصدمة لازالت مؤثرة علينا حتى اليوم، فلازلنا نطرح السؤال حول هويتنا كمصريين، منذ دخول بونابرت القاهرة". وواصل: "قبل هذا التاريخ لم يكن هناك سؤال عمن نحن، وفيما بعد الحملة الفرنسية، وطرح المثقفون المصريون سؤالا عن الهوية الأمر الذي شغل عميد الأدب العربي طه حسين، والمفكر الكبير رفاعة الطهطاوي، فلازلنا في حالة حيرة". ومن جانبه، قال المؤرخ محمد عفيفي، إن الكاتب شريف سعيد نلمس من نصوصه أنه شغوف بالإبداع والبحث عن كل جديد، يسعى لاكتشافات جديدة على الدوام، واهتم بالتنقيب عن زوايا وأبعاد جديدة عن الحملة الفرنسية في روايته، والتي لا تقل إمتاعا عن أعماله السابقة، والتي تشوبها صبغة تاريخية مميزة. وأضاف: "الأعمال التي يكتبها شريف سعيد دوما ما تكون متقنة، وتعاونه مع دار الشروق يشكل إضافة قيمة، وأكرر أنه إنسان شغوف بالتاريخ؛ لذا تأتي نصوصه على القدر المتوقع من القيمة والأهمية". وقال سيد محمود، إنه يجب التوقف حول أن الكاتب أثبت أن الرواية ليست عملا تاريخيا، وإنما بها تخليق فني وإبداعي وتخيلي، وهي مسألة تتطلب جهدا مضاعفا، فالتاريخ يمنحنا خطوطا عامة، ولكن يتم تجاوز ذلك بالإبداع الأدبي، والكاتب يتعامل مع شخوص رواياته انطلاقا من وعي تاريخي، ولكن بطريقة تشير إلى تفرد إبداعي. وأكمل: "نجد في الرواية استعانة بالتخييل الذي يتجاوز الوقائع والأطر التي نعرفها عن الحملة الفرنسية، فالعمل يحررنا من الانحسار في التاريخ والرؤى والقناعات الخاصة بأحداثه، وأن أكثر ما يميزه وجود جوانب متعلقة بفهم الهوية المصرية والاعتزاز بها، فهناك لغة ممتعة وحضور بشكل قوي يعكس أن الكاتب يملك وعي فني ملحوظ". وبعدها، قال الإعلامي محمد عبده بدوي، إننا أمام قصص ورؤى مختلفة عن التاريخ في عسل السنيورة، الصادرة عن دار الشروق، وأن الكاتب شريف سعيد مولع بحضور الأنثى ودورها وحضورها، ونتلمس قصص من العشق المتتالية، والتي كان لها أثرا كبيرا في الرواية، وأنه قد نجح في أن يخلق دلالات قيمة ارتبطت في ذهن القارئ عبر أسماء خاصة أطلقها على الأشخاص والأماكن والرموز. وتابع: "حينما نستعرض نصوص عسل السنيورة، سنتأكد من أن الكاتب صاغ النص بطريقة العالم ببواطن الأمور وخفايا الأحاسيس لشخصياته المختلفة، ولو أنه قد عكس أشخاص لهم حضور واقعي على صفحات النصوص الخاصة بروايته". وأوضح أن الكاتب قد أثار في ذهن القارئ، الجدل الواسع المثار حول الحملة الفرنسية، وما إذا كانت تحمل مشاعل التنوير من عدمه، وجاءت بعض المقاطع في الرواية لتعبر عن رؤية الكاتب من هذا الموقف، فجاءت العديد من الأحاديث على لسان نابليون لها دلالات عديدة.