قدم في مثل اليوم 8 أغسطس من عام 1974، الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، استقالته من منصبه في سابقة هي الأولى والأخيرة بالتاريخ السياسي للولايات المتحدة. وجاءت استقالة نيكسون على خلفية فضيحة "ووتر جيت" بتصنت الحزب الجمهوري على مقر الحزب الديمقراطي بواشنطن، الذي تبعتها إجراءات لمحاكمته ومحاولات لعزله من قبل مجلس الشيوخ كانت في طريقها للاكتمال، لكن نيكسون آثر أن يسبقها باستقالته وختم بها مشواره السياسي. وتزامن مع أزمة "ووتر جيت" علاقة متوترة بين مصر والولايات المتحدة على أثر الدعم الأمريكي لإسرائيل التي احتلت قواتها سيناء في يونيو67، لكن ورغم ذلك استغل الرئيس نيكسون زيارته لمصر في وقت لاحق بمارس 1974 وسيلة دعم لموقفه الحرج. - صانع السلام في الشرق الأوسط وفي ذلك السياق، يقول الكاتب الصحف محمد حسنين هيكل بكتابه "خريف الغضب": "جاء ريتشارد نيكسون في زيارة أعد لها كيسنجر والسادات إعدادا دقيقاً كان الهدف من هذه الزيارة - في وسط خضم أزمة ووترجيت - أن تؤثر على الرأي العام الأمريكي وتقنعه أن الرئيس الآيل للسقوط في واشنطن؛ بسبب فضيحة ووترجيت هو صانع السلام الذي تهلل له جماهير العالم العربي التي طالما وقفت موقف العداء ضد السياسة الأمريكية. وتابع: "ربما كان في ذهن السادات - الذي لم يقدر مدى خطورة فضيحة ووترجيت - أن زيارة رئيس أمريكي له في ذلك الوقت ترفع هيبته، وتفسح له المجال الذي يريده تحت الأضواء العالمية". - استقبال رئيس مطارد ببلده وأشار هيكل، إلى أنه كان هناك توجها رسميا من الدولة المصرية بالتعاطف مع نيكسون وموارة أزمته التي يواجهها. وتابع: "من الملفت للنظر أن التعليمات صدرت للصحف المصرية في ذلك الوقت بأن تمتنع عن نشر تطورات فضيحة ووترجيت التي كانت تتفجر كل يوم في واشنطن، واستقبل نيكسون في القاهرة استقبال بطل وهو المطارد ببلده وكانت جماهير الشعب المصري في عزلة عن الحقيقة، وكانت تدفعها آمال عريضة ووردية أعطيت لها على غير أساس".