اتفق مبعوثون من عدة دول يوم الأحد في ختام المحادثات الأمنية المتعلقة بالوضع في أوكرانيا والتي عقدت في السعودية على مواصلة "المشاورات الدولية" لبناء أرضية مشتركة من أجل السلام، وفقا لما أفادت به وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس". والتقى المسؤولون يوم السبت في مدينة جدة الساحلية في محاولة للتوصل إلى حل للحرب في أوكرانيا. واتفق المشاركون على أهمية مواصلة التشاور الدولي وتبادل الآراء بما يسهم في بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام، وفقا ل"واس". وأضافت الوكالة ، دون تقديم المزيد من التفاصيل أنهم "أعربوا أيضا عن أهمية الاستفادة من الآراء والمقترحات الإيجابية التي تم بحثها في الاجتماع". وضم المشاركون مستشارون للأمن القومي وممثلون من أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية ، بما في ذلك الأممالمتحدة. وشملت الدول الممثلة أوكرانيا والولايات المتحدة وألمانيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. وفي وقت سابق من يوم الأحد، اقترحت السعودية وعدة دول أخرى الخطوط العريضة لخطة سلام محتملة للحرب في أوكرانيا في القمة التي بدأت أعمالها أول أمس السبت فى السعودية وعقدت على مدى يومين ، وفقا لما ذكره دبلوماسيون مقربون من المحادثات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) يوم الأحد. وصنف دبلوماسيون شاركوا في المحادثات مشاركة الصين على أنها مهمة بشكل خاص. وكانت الصين، التي ربما تكون أهم شريك دولي لروسيا، قد تغيبت عن قمة دولية سابقة عقدت في كوبنهاجن في يونيو. وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي ل (د.ب.أ): "شاركت الصين بنشاط ورحبت بفكرة عقد اجتماع ثالث على هذا المستوى". ولم تُدع روسيا لحضور الاجتماع. وقالت السعودية، التي نظمت واستضافت الاجتماع، إنها تهدف إلى إيجاد "طريقة سياسية ودبلوماسية" لإنهاء الحرب على أوكرانيا. وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي ل(د.ب.أ) إن هناك تأييدا واسعا لمواصلة المناقشات بشأن المساعدات الإنسانية وصادرات الغذاء وكذلك القضايا النووية والبيئية. وتدعو الخطوط العريضة المحتملة لخطة السلام التي طرحتها السعودية إلى وقف إطلاق النار على جميع الجبهات ومحادثات سلام ترعاها الأممالمتحدة بين روسياوأوكرانيا، وفقا لدبلوماسيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم. ولم تذكر المصادر أي الدول غير السعودية أيدت الفكرة. وتستند الخطة، وفقا للمصادر، إلى الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا وتدعو أيضا إلى تبادل أسرى الحرب. ولم يكن هناك تأكيد علني للاقتراح. وقال أندريه يرماك الذي ترأس وفد أوكرانيا إلى القمة إن المحادثات عززت موقف بلاده. وعلى الرغم من الاختلافات في الرأي، التزمت جميع الدول التي حضرت الاجتماعات باحترام ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي ومبادئ السيادة والسلامة الإقليمية، حسبما قال يرماك في بيان. وأضاف يرماك في بيان: "وعلى هذه المبادئ يتم بناء صيغة السلام للرئيس (فولوديمير) زيلينسكي، والتي وصفناها بالتفصيل". ويتضمن اقتراح زيلينسكي للسلام أيضا انسحاب القوات الروسية من كل أوكرانيا، ومحكمة دولية لمحاكمة "جرائم الحرب" الروسية وضمانات أمن دولية لأوكرانيا. وقالت مصادر ل (د.ب.أ) إن المضيفين السعوديين أبلغوا روسيا بالتقدم المحرز في المحادثات لكنها لم تقدم مزيدا من التفاصيل. وعقد مبعوثون من بعض الدول اجتماعات ثنائية على هامش المحادثات يوم الأحد. وقالت مصادر إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان التقى برئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك. وأعرب دبلوماسيون غربيون عن أملهم في أن تعزز اجتماعات جدة الدعم لأوكرانيا من الدول النامية التي لم يتخذ الكثير منها موقفا واضحا من الصراع. وأرسلت موسكو إشارات متضاربة ردا على المحادثات. وقال الكرملين في وقت سابق إنه سيتابع الاجتماع عن كثب. لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا سخرت من أي محادثات تجرى دون مشاركة روسية. ومن جانبه قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحيفة نيويورك تايمز إنه "لا توجد حاليا أسباب للتوصل إلى اتفاق" مع أوكرانيا وأن العمليات العسكرية الروسية ستستمر "في المستقبل المنظور". وعرضت السعودية مرارا التوسط بين روسياوأوكرانيا. وفي العام الماضي، أعلنت الرياض أنها ساعدت في إطلاق سراح أسرى للحرب. وفي أيار/مايو ، حضر زيلينسكي القمة السنوية لجامعة الدول العربية التي عقدت في المملكة العربية السعودية.