- لوفيجارو: تلويح الإيكواس بالتدخل العسكري مجرد تهديد لإنهم لن يستطيعون الوقوف أمام روسيا بعد مرور أسبوع على الإطاحة بنظام رئيس النيجر محمد بازوم، مازال يحظى بدعم واسع من الغرب وتكتلات إقليمية لوحت بتدخل عسكري لإنهاء الانقلاب بينما أكد المجلس العسكرى الذي تولي مقاليد السلطة رفضه للعقوبات على نيامي وعدم التراجع عن خطواته. فهل ستنفذ المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" وعيدها بغزو النيجر ؟ وكان الممثل الأممي الخاص لغرب أفريقيا والساحل ليوناردو سانتوس سيماو، قد أكد بأن عددا من الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) تستعد لاستخدام القوة في النيجر إذا لزم الأمر لإنهاء الانقلاب العسكري. وبدأ رؤساء الأركان في الدول الأعضاء بالمجموعة اجتماعا استثنائيا في أبوجا، أمس، يستمر لمدة يومين لبحث الوضع في النيجر. وتوجه وفد من "إيكواس" يقوده الرئيس النيجيري السابق عبد السلام أبو بكر إلى النيجر ، أمس، في مهمة تستهدف إقناع المجلس العسكري بالتراجع عن الانقلاب. وأمهلت إيكواس خلال قمة طارئة لقادتها في أبوجا، الأحد الماضي، المجلس العسكري في النيجر أسبوعا لإعادة الرئيس بازوم للسلطة، ولوحت بالتدخل عسكريا في حال عدم استعادة النظام الدستوري. من جانبها، تساءلت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، إن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، تستطيع حقا تدخلا عسكريا ضد الانقلابيين في النيجر؟ وأضافت أنه "بعد الانقلاب، هدد رؤساء دول منظمة التعاون الإقليمي في غرب إفريقيا باستخدام القوة"، موضحة أنه على الرغم من هذا التهديد فإن هذا الاحتمال لا يخلو من المخاطر. وتابعت: " أثرت العقوبات التي أقرتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) على الرأي العام الأفريقي". ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن افتتاحيات الصحف في بوركينا فاسو تشير إلى التدخل العسكري في النيجر قائلة:"بولا (في إشارة إلى الرئيس النيجيري بولا تينوبو) يرفض أن تبتلع حية الأناكوندا للنيجر"، لكونه يترأس مجموعة "إيكواس" لكون الانقلاب في النيجر يشكل تحدياً حاسماً. وأضافت: " تأسست هذه المنظمة الدولية في عام 1975 لتعزيز التعاون الإقليمي في غرب إفريقيا وتضم 15 دولة، من بينها النيجر، ولكن أيضًا ثلاث دول تم تعليق مشاركتها حاليًا في أعقاب الانقلابات العسكرية: بالترتيب الزمني مالي وغينيا (علقت في عام 2021) وبوركينا فاسو (2022)". وتابعت لوفيجارو:" لذلك كان الأعضاء الأحد عشر الباقون هم الذين حددوا مهلة أسبوع واحد للانقلابيين يوم الأحد المقبل للتراجع ملوحين بالتدخل العسكري. وأكدت أن تلويح "الإيكواس" بالتدخل العسكري مجرد تهديد لإن تلك الدول لن تستطيع الوقوف أمام روسيا التي تدعم الإنقلاب في النيجر". من جهتها، قالت مجلة "لوبوان" الفرنسية، أن صورة روسيا عن القوة العسكرية اهتزت في النيجر بعد الإنقلاب العسكري، موضحة أنه على الرغم من التلويح بالأعلام خلال مظاهرة مؤيدة للانقلاب ومعارضة لفرنسا في النيجر، فإن النفوذ الروسي يتراجع في إفريقيا. وأضافت المجلة الفرنسية، أنه بسبب "الوضع الأمني" في البلاد، فإن هذا الانقلاب يخاطر بزيادة عدم الاستقرار في المنطقة والتسبب في تراجع النفوذ الفرنسي إلى أبعد من ذلك". وتابعت: "بعد الانقلابات في بوركينا فاسو في سبتمبر 2022، وفي مالي في أغسطس 2020، فإنه إذا كان الوضع كذلك في البلاد التي أدانتها روسيا وكذلك من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والغربيين، فإن التكرار يثير تساؤلات حول دور موسكو في المنطقة؟". ونقلت المجلة الفرنسية عن الباحث السياسي الفرنسي بمركز إفري لأفريقيا، تييري فيركولون، قوله إن السيناريو الجاري في نيامي هو نفسه في واجادوجو وباماكو، فإن روسيا تفقد مصداقيتها في إفريقيا منذ البداية للحرب في أوكرانيا. وبعد أربعة أيام من تولي قائد الحرس الرئاسي عبد الرحمن تشياني السلطة، ترددت شعارات مناهضة لفرنساولروسيا مرة أخرى يوم الأحد خلال مظاهرة مؤيدة للانقلاب في نيامي بالنيجر منها "نريد روسيا" ، "تسقط فرنسا". وحول مدى إمكانية تشكيل كتلة موالية لروسيا في إفريقيا مع مالي وإفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو والسودان والآن النيجر، قال تييري فيركولون إنه "بالنسبة للنيجر، يجب ألا نسير بسرعة كبيرة. الأحداث جارية، علينا أن نرى ما سيحدث. يمكن رؤية الكتلة الموالية لروسيا من خلال التصويت في الأممالمتحدة". وأضاف في فبراير الماضي، صوتت إريتريا ومالي لصالح روسيا في القرار الذي يدين غزو أوكرانيا، بينما امتنعت جمهورية إفريقيا الوسطى عن التصويت، موضحاً أن أولئك الذين يمتنعون عن التصويت لا يتخذون موقفًا: هم انتهازيون أو حذرون، يسعون إلى رفع المخاطر في سياق المواجهة الجيواستراتيجية الجارية بين روسيا والغرب. وتابع: "هناك تفاوت كبير بين خطاب موسكو وإنجازاته الملموسة في إفريقيا"، موضحاً أنه بصرف النظر عن مبيعات الأسلحة، تستخدم روسيا بشكل أساسي وسائل الإعلام الدبلوماسي لإغواء الدول الأفريقية. ولفت الباحث الفرنسي إلى أنه لا يزال من الجدير بالملاحظة أن هذا الانقلاب حدث بالكاد بعد يوم واحد من افتتاح قمة روسيا وإفريقيا".