وصف مصطفى محمد إبراهيم مستشار قائد قوات الدعم السريع في السودان إعلان الجيش السوداني عودة وفده من جدة بأنها حركة لكسب الوقت من أجل تحقيق انتصارات على الأرض تعزز موقفه التفاوضي، متهما أياه بأنه "غير جاد ويراوغ على حساب المواطن السوداني". وقال إبراهيم في تصريح لوكالة أنباء العالم العربي، اليوم الخميس، إن "الجيش سحب وفده من جدة لمدة أسبوع، من أجل تحقيق مكاسب على الأرض واستعادة المواقع التي خسرها لصالح الدعم السريع مؤخرا، لأنه في أضعف أوقاته، وبسبب الضغوط التي يتعرض لها من قبل أنصار النظام السابق". كان الجيش السوداني أعلن اليوم الخميس أن وفده لمباحثات جدة عاد إلى البلاد أمس للتشاور، مع الاستعداد لمواصلة المباحثات متى تم استئنافها بعد "تذليل المعوقات". وأكدت القوات المسلحة السودانية في بيان رغبتها في "التوصل إلى اتفاق فاعل وعادل يوقف العدائيات ويمهد لمناقشة قضايا ما بعد الحرب". وأوضح إبراهيم أن الجيش السوداني يسعى حاليا إلى تعزيز موقفه العسكري على الأرض، من أجل العودة "بقوة وتحسين موقفه التفاوضي على طاولة المفاوضات في مدينة جدة، لكن هذا الأمر صعب المنال بالنسبة له، لأن قواتنا في أفضل أيامها، أما الجيش فهو يعاني الكثير من الأزمات حاليا". * السيطرة على الأرض أشار مستشار قائد قوات الدعم السريع في السودان إلى أن قواته "تسيطر على 90% من ولاية الخرطوم بمدنها الثلاث، في حين لا يسيطر الجيش إلا على 10% فقط من الولاية، حيث لم يتبق للجيش السوداني سوى عدة مواقع فيها، مثل مواقع القيادة العامة في الخرطوم، وسلاح الإشارة في مدينة بحري وسلاح المهندسين في أم درمان". وقال "نسيطر على كل المواقع الاستراتيجية في الدولة، وقواتنا منتشرة في المواقع التي سيطرنا عليها بعد معارك مع الجيش". واتهم إبراهيم الجيش السوداني بالعمل على منع وصول المساعدات من بورتسودان إلى ولاية الخرطوم، لأنه "لا يسيطر عليها بشكل كامل، ولأنه يسعى لتجييش الرأي العام ضد قوات الدعم السريع". وقال شهود عيان لوكالة أنباء العالم العربي إن اشتباكات عنيفة دارت، صباح اليوم الخميس، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منطقة الكدرو شمال مدينة بحري بولاية الخرطوم، فضلا عن مواجهات بينهما في ولاية جنوب دارفور. * مصير مباحثات جدة قال إبراهيم إن السعودية والولايات المتحدة "جادتان وتسعيان لإنجاح المفاوضات، لكن الجيش هو من يعرقل التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار، حتى يتمكن من تعزيز موقف التفاوضي وسيطرته على الأرض". وأضاف "وفد الدعم السريع متواجد في مدينة جدة، وملتزم بالمفاوضات، ونعمل عن كثب مع الوساطة السعودية الأميركية من أجل الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار". كانت السعودية والولايات المتحدة أعلنتا في الأول من يونيو الماضي تعليق محادثات جدة بين طرفي الصراع الدائر في السودان، بسبب "الانتهاكات الجسيمة" المتكررة لوقف إطلاق النار من قبل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. لكن البلدين اللذين يسهلان المحادثات بين طرفي الصراع السوداني أبديا استعدادهما لاستئناف المباحثات حال تنفيذ الطرفين "الخطوات اللازمة لبناء الثقة". وانزلق السودان إلى هاوية الاقتتال بين الجيش والدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية كان من المفترض أن تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.