زينت الآلاف من أشجار النخيل المثمر شوارع مدن محافظة جنوبسيناء، بعد أن حلت محل أشجار الزينة، وأصبحت مصدر غذاء للعديد من المواطنين والطيور، وبجانب إضفائها شكلا جماليا رائعا للشوارع، فهي أيضًا تعمل على الحد من آثار التغيرات المناخية، ومصدر للظل ومصدات للرياح التي تتميز بها جنوبسيناء على مدار العام. قال اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، إنه جرى التوسع في زراعة أشجار النخيل بكل شوارع مدن المحافظة، وزاد هذا التوجه مع تنفيذ المبادرة الرئاسية "100 مليون شجرة مثمرة"، بعد أن جرى إحلال زراعة أشجار النجيل كبديل لأشجار الزينة ضمن اتجاهات المحافظة للحفاظ على المنسوب الجوفي للمياه، واستغلال هذه المياه في زراعة المحاصيل الزراعية الاستراتيجية الهامة. وأوضح، في تصريح ل"الشروق"، أنه جرى زراعة آلاف الأشجار من النخيل المثمر في الشوارع الرئيسية والفرعية بالمدن، وأيضًا في الحدائق والميادين، وهذه الأشجار تعطي إنتاجا وفيرا من الثمار، وتعد ثمارها أورجانيك لكونها لا تتعرض لأي مبيدات، وتعد هذه الثمار مصدر لغذاء الطيور، وأيضًا المواطنين الذين يحرصون على جني ثمار هذه الأشجار والاستفادة منها بالتنسيق الوحدات المحلية. وأكد أن إدارات الحدائق والتجميل بمجالس المدن تقوم بالاعتناء بهذه الأشجار، وتقليمها بعد جني المحصول، وريها باستمرار طبقًا لمواعيد الري الخاصة بها، مشيرًا إلى أن مدينة طور سيناء تعد من أهم مدن المحافظة التي تنتشر بها زراعة أشجار النخيل، وتوجد مناطق مليئة بأشجار النخيل مثل قرية الوادي، وقرية الجبيل ويستفيد منهما سكان القريتين من القبائل البدوية، كما تكثر أشجار النخيل بمنطقة حمام موسى التي تعد واحة من النخيل داخل الصحراء. وأشار إلى السعي للاستفادة من هذه الأشجار التي تعطي إنتاجية كبيرة من الثمار، من خلال دراسة إقامة مصانع لتعبئة وتغليف التمور كما هو الحال بمنطقة سيوة، مما يتيح توفير فرص عمل لأبناء المحافظة، والاستفادة من هذه الثمار التي تعد ثروة مهدرة، إضافة إلى الاستفادة من جريد وسعف النخيل في الصناعات اليدوية المختلفة مما يحول مناطق زراعة النخيل إلى مناطق صناعية من الدرجة الأولى. ومن جانبه، قال الدكتور محمد شطا، وكيل وزارة الزراعة بجنوبسيناء، إنه يوجد آلاف من أشجار النخيل المثمرة على مستوى مدن المحافظة، وهذه الأشجار تعطي انتاجية عالية جدًا من الثمار لكنها مهدرة، ولابد من وجود شركة متخصصة تقوم بأعمال الخدمة والري والحصاد لهذه الأشجار، لتصبح ذات عائد إقتصادي كبير، مما يعود إنتاجها بالنفع على المحافظة، بجانب قدرة أشجار النخيل الفائقة على النمو والإنتاج والتأقلم مع البيئة الصحراوية التي تفتقر بها المياه لكون جذورها تمتد وتنتشر عموديًا وأُفقيًا في التربة حتى تصل إلى المناطق الرطبة التي تحصل منها على احتياجاتها المائية، وهي بذلك تسهم في استقرار المخزون الاستراتيجي للمياه الجوفية بالمحافظة، ووفر كميات كبيرة من المياه التي يمكن استخدامها لإنتاج محاصيل زراعية أخرى. وأوضح أن أشجار النخيل تتحمل الظروف المناخية الصعبة، ويمكن ريها مرة كل شهر في فصل الشتاء، ومرة كل أسبوع في فصل الصيف، ولزيادة محصولها لابد من رعايتها وخدمتها بشكل جيد منذ زراعتها، وذلك من خلال أعمال "التسميد، مكافحة الآفات والأمراض التي تصيب النخيل، وأعمال التلقيح"، مشيرًا إلى أن عملية التلقيح تعد من أهم الخطوات الخاصة بزيادة وجودة الثمار، حيث أنه بدونها تثمر النخلة ثمار يطلق عليها ثمار "صيفية" وهي تكون غير جيدة وبدون نواة، وعرضة للتلف والتساقط. وأكد، أن النخلة الواجدة تحتاج إلى نحو 200 لتر مياه في العام، ويتم شن قوافل زراعية على مدار العام لمواجهة سوسة النخيل، وهذه القوافل لا تستهدف المزارع فقط، ولكنها تستهدف أيضًا أشجار النخيل التي تنتشر في شوارع وميادين وحدائق المدن.