حلت أشجار النخيل محل أشجار الزينة بشوارع وحدائق مدن محافظة جنوبسيناء، كونها لا تعد مصدر للغذاء فقط، بل هي أيضًا عامل للتوازن البيئي وتقليل آثار تغير المناخ، ومصدرا للظل والحماية من رياح الصحراء المحملة بالرمال. وفي موسم الإثمار تتزين الشوارع الرئيسية بكل المدن بثمار النخيل، وتتعاون إدارات الحدائق والتجميل بمجالس المدن مع مديرية الزراعة للاهتمام بهذه الأشجار التي أصبحت غذاء للطيور والمواطنين، وخاصة الأطفال الذين يتسارعون على جني التمور عقب نضجها. وقال اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، إنه وجه بالتوسع في زراعة أشجار النخيل، وإحلالها محل أشجار الزينة في الشوارع الرئيسية بالمدن، لقدرتها الفائقة على النمو والإنتاج والتأقلم مع البيئة الصحراوية التي تفتقر بها المياه، كون جذورها تمتد وتنتشر عموديًا وأُفقيًا في التربة حتى تصل إلى المناطق الرطبة التي تحصل منها على احتياجاتها المائية. وأوضح المحافظ، في تصريح ل"الشروق"، أنه جرى التوسع في زراعة أشجار النخيل في الحدائق الوسطى للشوارع الرئيسية، بهدف توفير كميات المياه واستغلالها في التوسع في زيادة الرقعة الزراعية للمحاصيل الغذائية الأساسية، خاصة أن المحافظة تعد من المناطق الصحراوية نادرة المياه، إضافة إلى أنها تزين الشوارع وتجعلها مبهجة خاصة خلال موسم البلح. وأكد أنه يوجد تنسيق بين إدارات الحدائق والتجميل بمجالس المدن مع مديرية الزراعة للاهتمام بهذه الأشجار، التي أثبتت التجارب نجاح زراعة النخيل بكل أنواعه في ظل مناخ المحافظة، موضحًا أن شوارع المدينة تحولت في فترة وجيزة إلى أشجار منتجة لثمار التمور، ونسعى للاستفادة من هذه التمور بشكل يدير عائد اقتصادي للمحافظة، خاصة أن يجري التوسع في زراعة أنواع فاخرة بالمزارع النموذجية التابعة لجهاز تعمير سيناء، والبالغ عددها 15 مزرعة، لتكون ذات عائد اقتصادي هائل نظرًا لنجاح زراعتها بالمحافظة. أما الدكتور محمد شطا، وكيل وزارة الزراعة بجنوبسيناء، قال إن أشجار النخيل التي تزين شوارع المدن بالمحافظة انتاجها غزير للغاية، على الرغم من أنه يجري الاكتفاء بتقليمها وعدم رشها بأي مبيدات أو أسمدة. وأشار إلى أنه يجري شن حملات وقوافل زراعية لمواجهة سوسة النخيل، وهذه الحملات لا تستهدف المزارع فقط، ولكنها تستهدف أيضًا أشجار النخيل التي تزين الشوارع، وتجميل الميادين، وطبيعة نموها غير المتفرعة تجعلها لا تعيق المرور، وتوفير الظل، وتعطي منظر جمالي رائع. وأوضح أن جميع أنواع أشجار النخيل تجود زراعتها بالمحافظة، ونجحت بالفعل زراعة أنواع البرحي والمجدول داخل المزارع النموذجية التابعة لجهاز التعمير، وتعطي إنتاج غزير ووفير يجري تصديره للمحافظات الأخرى. من جانبه قال الشيخ عودة عفنان، من قرية الوادي بمدينة طور سيناء، إن أشجار النخيل تنتشر وتجود زراعتها بكافة مدن المحافظة، وتعطي إنتاجية غزيرة وعالية الجودة، ولكن إنتاج أشجار النخيل بالشوارع على الرغم من غزارته إلا أنه مهدر، ويستفيد منه الطيور وبعض المواطنين لونها فاكهة الصحراء المجانية، ويكون مصدر للهو الأطفال وجمع الثمار التي نضجت وتساقطت على الأرض، كما يقوم بعض المواطنين بتسلق الأشجار.