اعتبرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن الاستفتاء الذي يعقده مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري اليوم الجمعة، لاختيار اسم من بين 5 مرشحين لمنصب رئيس الوزراء العراقي المقبل ليس له أي صفة قانونية، لكنه يظهر مدى ثقة الصدريين بأنفسهم بعدما فازوا ب 39 مقعدا من بين 325 مقعدا في البرلمان العراقي على غير المتوقع. وذكرت الصحيفة أنه من المرجح أن يتم الاقتراع على الاستفتاء في الأماكن التي يقوى فيها التيار فقط، حيث يحظى بتأييد واسع في المناطق الحضرية الشيعية، خصوصا في مدينة الصدر، التي تملك مليوني نسمة في شرقي بغداد. وأشارت الصحيفة إلى أن عقد الاستفتاء يظهر أن الصدر أكثر مكرا ودهاء سياسيا من منتقديه، حيث رأي مايكل حنا المحلل العراقي في نيويورك أن هذا الاستفتاء شيء رمزي وشعبي ويحاول استعراض قدرا من قوة التيار ويقول إنه يعكس إرادة الشعب، وأضافت أن وعد الصدر بأن تكون حركته ملتزمة بنتيجة اختيارها لمرشح منصب رئاسة الحكومة، يدل على أنها أكثر ديمقراطية عن باقي الأحزاب، التي يعتقد أنها تجري مفاوضات سرية لصفقات تتقاسم فيها غنائم المنصب. كما أشارت الصحيفة إلى أن نتيجة الانتخابات البرلمانية الأخيرة، أثبتت أن الصدر يحتفظ بدعم من الطبقة العاملة وسط الأحياء الشيعية الفقيرة، حيث تمكن من إخراجهم لمراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، واعتبرت الإندبندنت أن الصدر كان دائما البطاقة البرية في السياسة العراقية، بسبب اتجاه خصومه للتقليل من شأنه، فضلا عن تذبذبه الشخصي والسياسي، كما أشارت إلى حذره ومكره، حيث تمكن من البقاء حيا بعد سنوات من اغتيال والده وبعض أفراد عائلته على يد نظام الرئيس السابق صدام حسين بعد أن أقنعه تمكن بأنه لا يمثل أي خطر. ولفتت إلى أنه سيكون من الصعب على الصدريين أن يصلوا إلى توافق مع قائمة إياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق، حيث إن غالبيتها من السنة وليس بها سوى 15 شيعي من بين 91 من أعضائها الفائزين بالانتخابات الأخيرة، مشيرة إلى أنه عددا من الوزراء العراقيين يهرولون الآن على التيار بعدما كانوا يحاولون سجنهم فيما مضى. وفتحت مئات المراكز لإجراء الاستفتاء أبوابهم اليوم التاسعة صباحاً في جميع المحافظات باستثناء تواجد محدود في إقليم كردستان، وانتشر قرابة 3500 متطوع للعمل في فرق الجوالة، التي تتنقل في الشوارع لاستطلاع آراء الراغبين. وتشمل الأسماء رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ومنافسه الأبرز رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، ورئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية المنتهية ولايته، وجعفر محمد الصدر نجل أية الله محمد باقر الصدر الذي أعدمته السلطات العراقية عام 1980. يذكر أن نتائج الانتخابات أظهرت فوز قائمة العراقية بزعامة علاوي على ائتلاف دولة القانون بفارق مقعدين، حيث نالت 91 مقعدا مقابل 89 لقائمة المالكي و70 مقعدا للائتلاف الوطني العراقي، في حين نال التحالف الكردستاني 43 مقعدا.