نجح ناشط ومصور ألماني يدعى يورج روجال، في تحويل كابينة هاتف قديمة أمام منزله إلى مكتبة مجانية مفتوحة. وتبدو المكتبة الصغيرة المميزة بخطوط صفراء وحمراء وسقف أخضر، يشبه قبعة فقاعية (كروية) خضراء، وكأنها منارة غريبة جذابة. واجتذبت الكابينة التي تخطف الأبصار الكثير من الفضوليين لتقليب النظر داخلها، كما أنها اجتذبت بعض المخربين الذين أقدموا على تخريبها للمرة الثانية منتصف مارس الحالي. وأقام روجال كابينة الكتب هذه الخريف الماضي، وفي أحد أيام ديسمبر الماضي وجدها مقلوبة ومدمرة أمام مدخل منزله، لكنه عكف على إصلاحها وأعاد افتتاحها في يناير، ليقوم المخربون بتدميرها ثانية. ورغم ذلك يقول روجال إنه يعتزم مواصلة مشروعه الثقافي في أغوار فريزن، حيث يشتهر القرويون هناك بقلة اهتمامهم بالثقافة مقارنة بمواطنيهم الألمان، ويضيف "يتم سحب 150 إلى 200 كتاب شهريا .. وهذا يشير إلى وجود رغبة كبيرة في القراءة في الريف". وتتميز محتويات مكتبة روجال بالتنوع والتباين، فهناك الروايات المعاصرة والقصص البوليسية، وكذلك الأدب الكلاسيكي وأدب الأطفال، ويمكن أيضا تبادل الألعاب والأسطوانات المدمجة وشرائط الفيديو أو التبرع بها. وقال روجال "مازلت أبحث عن كتب للأطفال .. لأنهم أكثر المترددين على المكتبة"، وأحيانا يندس ثلاثة أطفال من عشاق القراءة في الكابينة التي لا تزيد مساحتها عن متر مربع واحد ويتناقشون حول الكتب ثم يغادرون حاملين معهم كمية ضخمة منها". وصار لروجال مقلدون، ومثال على ذلك ما نراه ففي مدينة قريبة، هناك خزانة كتب مجانية أقامها مخبز في منطقة للمارة، وفي بلدية أخرى قام متقاعد بتحويل غرفته الشمسية إلى مكتبة مجانية".