استعرضت صحيفة "جارديان" البريطانية شهادات مروعة عن الوضع في إقليم دارفور وسط تحذير نواب بريطانيون من احتمال وقوع إبادة جماعية في الإقليم، حيث دعوا إلى الضغط على قوات الدعم السريع، المتهمة بالقتل والحرق العمد بحق الأقليات في دارفور. وذكرت الصحيفة أنه بينما تقاتل قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم، تم اتهامها بشن حرب منفصلة في دارفور من خلال ميليشيات الجنجاويد، التي تشكلت منها قوات الدعم السريع، والتي تم اتهامها بارتكاب إبادة جماعية منذ 20 عاما تقريبا. وقال سيف نمير، وهو موظف بالأممالمتحدة فر من الجنجاويد، لمجموعة برلمانية بريطانية إن "الحرب في الخرطوم مختلفة تماما عن دارفور، فالحرب في دارفور هي مهاجمة الجنجاويد للأبرياء الجالسين في قراهم". وأوضح أن الأحداث الحالية هي استمرار للحرب التي بدأت في عام 2003 قائلا: "كان الجنجاويد على الخيول في عام 2003، واليوم في شاحنات صغيرة، يتحركون بسرعة كبيرة، باستخدام أسلحة فتاكة". وذكر نمير إن والديه فرا من مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور، واضطروا إلى المرور عبر ما يصل إلى 10 نقاط تفتيش حيث رأوا حالات خطف أطفال مقابل طلب فدية من والديهم، وجثثا ملقاة على طول الطريق بأكمله إلى تشاد، متسائلا: "ماذا نحتاج أيضا لوصف هذا بأنه تطهير عرقي أو إبادة جماعية ؟". وأفاد الدكتور أحمد عباس، نائب رئيس اتحاد أطباء السودان، بأن ما يصل إلى 5 آلاف شخص قتلوا وأصيب 8 آلاف حول الجنينة خلال الشهرين الماضيين، مع ترك جثث في الشارع، مما يشكل خطرا محتملا على الصحة العامة. وقال عباس إن المستشفى العسكري في المدينة فقط هي التي لا تزال تعمل ولا يستطيع المدنيون الوصول إليها، كما قتل مقاتلوا الدعم السريع طبيبين أثناء العمل. وأوضح أن "الهجوم على الجنينة حولها إلى أرض قاحلة، حيث عبر حوالي 75% من السكان إلى تشاد ولم يتمكن الباقون من المغادرة"، مضيفا: "ما يحدث في السودان يظهر على أنه إبادة جماعية في دارفور". ونوهت "جارديان" بأنه سبق وأن تم اتهام الجنجاويد بارتكاب إبادة جماعية ضد الجماعات العرقية في درافور نيابة عن الحكومة السودانية، مما أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 300 ألف شخصا منذ عام 2003. وبينما قل حجم العنف على مر السنين، استمرت الهجمات على الجماعات العرقية من قبل الميليشيات المرتبطة بقوات الدعم السريع، خاصة بعد انسحاب قوات حفظ السلام في عام 2020، مما أدى إلى تشريد نصف مليون شخص في الأشهر ال6 الأولى من عام 2022. وقالت الأممالمتحدة إنها تلقت شهادات حول عنف مستمر على مدار الأسبوع الماضي، مصحوبة بخطاب كراهية يدعو إلى قتل أفراد قبيلة المساليت وطردهم من السودان. كما كان هناك قلق بشأن استهداف قوات الدعم السريع للمعارضين السياسيين، بما في ذلك اغتيال حاكم غرب دارفور خميس عبد الله أبكر، وهو من المساليت، في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أن اتهم قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية. وتم قتل الناشط الدارفوري في مجال حقوق الإنسان الصادق محمد أحمد هارون في الجنينة بعد أيام قليلة، وأفادت نقابة المحامين في دارفور بمقتل 4 محامين. وأعلنت نقابة الصحفيين السودانيين إنها قلقة على سلامة عشرات الصحفيين في دارفور بعد فشلها في الاتصال بهم. ووفقا لتقرير صادر عن مرصد نزاع السودان بجامعة ييل الأمريكية، تم تدمير منهجي ل3 مدارس، كما أشار لوجود جثث في الشوارع. وقال سيلفان بيرون، من منظمة أطباء بلا حدود، إنه لا يوجد حاليا وصول إنساني إلى مدينة الجنينة.