ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نقلا عن مسئولين أمريكيين، أن وكالات المخابرات الأمريكية التقطت معلومات مخابراتية في منتصف الشهر الحالي تشير إلى أن قائد مجموعة فاجنر الخاصة الروسية، يفجيني بريجوجين، كان يخطط لأعمال مسلحة ضد مؤسسة الدفاع الروسية التي لطالما اتهمها بعدم الكفاءة في حرب أوكرانيا، وأبلغت البيت الأبيض والوكالات الحكومية الأخرى. وقال مسئولون، إن الطبيعة الدقيقة وتوقيت خطط بريجوجين لم تكن واضحة حتى قبل وقت قصير من سيطرته على القيادة العسكرية واتجاه الدبابات نحو موسكو يومي الجمعة والسبت. لكن، بحسب أحد المسئولين، الذي طلب عدم كشف هويته: "كان هناك إشارات كافية للتمكن من إخبار القيادة.. أن شيئا كان يجرى. لذا أعتقد أنهم كانوا مستعدين للأمر". وأوضح المسئول أنه على مدار الأسبوعين الماضيين كان هناك "قلق بالغ" بشأن ما قد يحدث – سواء ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيظل في السلطة وما الذي قد يعنيه عدم الاستقرار لترسانة روسيا النووية، متابعا: "كانت هناك عدة أسئلة من هذا القبيل". وأفاد مسئولون بأن عدم الاستقرار الذي قد يترتب على "حرب أهلية" روسية كان الخوف الرئيسي. وبالإضافة إلى البيت الأبيض، تم إطلاع المسئولون البارزون في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" ووزارة الخارجية والكونجرس خلال الأسبوعين الماضيين على تلك المعلومات المخابراتية. وأوردت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية في وقت سابق أن المسئولين أطلعوا قادة الكونجرس على الأمر هذا الأسبوع الماضي. وقال مسئولون إن الدافع الرئيسي لبريجوجين كان قرار وزارة الدفاع الروسية بضرورة توقيع جميع كتائب المتطوعين عقودًا مع الوزارة. وبحسب "واشنطن بوست"، بالرغم من أن الأمر لم يذكر مجموعة فاجنر بالاسم، كان المعنى واضحا؛ الاستحواذ على قوات بريجوجين، الذين أثبتوا أهميتهم للمعركة العسكرية الروسية في أوكرانيا، وساعدوا في تأمين بعض من أبرز انتصاراتها التكتيكية. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسئول أوكراني بارز قوله إن مسئولين بالجيش الأوكراني كانوا يراقبون بريجوجين بعد قرار وزارة الدفاع الروسية، واعتقدوا على نحو متزايد أنه قد يحشد قواته ضد موسكو. وأضاف المسئول الأوكراني إن توقيت التحرك كان غير واضح، مشيرا إلى أنه لم يكن على دراية بمشاركة الولاياتالمتحدة لمعلوماتها المخابراتية مع كييف بشأن زحف محتمل لبريجوجين وقواته. وقال مسئول أمريكي إن وكالات المخابرات الأمريكية تعتقد أن بوتين أطلع أيضًا على أن بريجوجين كان يخطط لأمر ما. وبالرغم من أنه لم يتضح بدقة توقيت إطلاعه على الأمر، كان "بكل تأكيد قبل أكثر من 24 ساعة". وبحسب "واشنطن بوست"، لم يتضح السبب وراء عدم تحرك بوتين لإحباط استيلاء بريجوجين على القيادة العسكرية أو تحركه نحو موسكو.