أطلق علماء معهد ماكس بلانك الألماني اسم (السيدة المجهولة)، على الإنسان الذي تعود له شظية العظام التي عثروا عليها، والذي يعتقدون أنه يمثل شكلا آخر للإنسان يختلف عما هو معروف حتى الآن. لا تتجاوز شظية العظم التي عثر عليها علماء معهد ماكس بلانك لدراسات نشوء الإنسان وتطوره في مدينة لايبتسيج الألمانية بضعة ميلميترات، وبرغم صغرها إلا أن المعلومات التي قدمتها هذه الشظية ذات قيمة كبيرة. وعثر الباحثون على هذه الشظية عن طريق الصدفة، عندما كانوا ينقبون عن عظام للإنسان من نوع نيندرتال التي يعتقد أنها انقرضت قبل 35 ألف سنة وأظهر تحليل الحمض النووي لشظية العظم هذه، أنها ترجع إلى نوع غير معروف حتى الآن من الإنسان القديم . ويقول يوهانيس كراوزه عالم الأنثربولوجيا بالمعهد إن الشفرة الوراثية لهذه العظمة تختلف عن إنسان النيندرتال، وكذلك عن الإنسان الحديث (الهومو سابينس) وتظهر شكلا جديدا من أشكال الإنسان القديم لم يكن معروفا حتى الآن، كما أنه لم يسبق أن رأينا جينات هذا الشكل من قبل، ولا يمكننا أيضا في الوقت الحالي أن نصنفه تحت نوع من الأنواع الموجودة حتى الآن للإنسان القديم. ولا يعرف العلماء حتى الآن إن كانت هذه العظمة ترجع إلى رجل أم إلى امرأة، لكنهم اعتبروها امرأة مؤقتا، ويتحدثون عن (X-woman) المجهولة. ويعتقدون أن شظية العظم هي جزء من بنصر (إصبع اليد الصغير) لتلك السيدة المجهولة، وأنها عاشت قبل 30 إلى 48 ألف سنة في آسيا الوسطى، فقد عثروا على شظية العظم في أحد الكهوف في جبال ألتاي ( Altai) في جنوب سيبريا. ومن المنتظر أن يظهر التحليل الشامل للشفرة الوراثية للسيدة فلانة معلومات أكثر دقة.