ذكرت صحيفة "تايمز" البريطانية، أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يدرس خططا لإنشاء هيئة رقابية عالمية للذكاء الاصطناعي يكون مقرها في لندن، وذلك بعد أسبوع حذر فيه الخبراء من التهديد الوجودي الذي تشكله هذه التكنولوجيا على البشرية. وأضافت الصحيفة أن سوناك سيناقش سبل التعاون في إقامة "حواجز حماية" حول التكنولوجيا الجديدة عندما يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض الأسبوع المقبل. ومن بين الأفكار قيد النظر في "داونينج ستريت" (مكتب رئيس الوزراء البريطاني)، إنشاء هيئة عالمية للذكاء الاصطناعي في لندن، على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولفتت "تايمز" إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتخذ من فيينا مقرا لها، تراقب استخدام الطاقة النووية، وتعزز معايير السلامة، وتتحقق من عدم استخدامها في الأغراض العسكرية. وقد تأسست عام 1957، وهناك 176 دولة عضو بها. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "OpenAI"، التي أنشأت "شات جي بي تي"، روج لفكرة إنشاء هيئة على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. والتقى ألتمان مع سوناك الأسبوع الماضي، حيث دفع بأن الهيئة الجديدة يمكن أن تتمتع بالقدرة على فحص الأنظمة وفرض عمليات تدقيق، وإجراء اختبارات للمنتجات الجديدة للامتثال لمعايير سلامة معينة. وفي المقابل، يدفع آخرون في هذا القطاع بفكرة إنشاء منظمة على غرار "Cern"، مختبر فيزياء الجسيمات الدولي في جنيف، والذي سيكون رائدًا لأبحاث الذكاء الاصطناعي الآمنة. وقال مصدر حكومي بريطاني إن "رئيس الوزراء مدرك للغاية للحاجة إلى مواءمة دولية بشأن النهج تجاه الذكاء الاصطناعي مع تطور التكنولوجيا لضمان أنه يمكننا الاستفادة من الفرص، ولكن مع إدارة المخاطر". وتأتي مساعي بريطانيا في وقت أعلنت فيه شركة "Anthropic" إحدى شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة في العالم عن إنشاء مركز لها في لندن. واختارت الشركة بريطانيا لإنشاء أول مكتب كبير لها خارج الولاياتالمتحدة. وتسعى الشركة إلى إنشاء منافس ل"شات جي بي تي"، نموذج الذكاء الاصطناعي الذي تم الإعلان عن إطلاقه العام الماضي باعتباره إنجاز مهم. وقال خبراء التكنولوجيا إن بريطانيا مستعدة "لأن تبني بصورة مطردة سمعة كرائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي" إذا تمكنت من تطبيق إطار تنظيمي يمكن للشركات أن تنمو فيه.