استعرضت صحيفة "تايمز" البريطانية، الخيارات العسكرية الرئيسية المتاحة أمام أوكرانيا خلال تنفيذ هجومها المضاد المعروف إعلاميا ب"هجوم الربيع". وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير مطول لها، أمس الثلاثاء، إن القادة الروس الذين يقاتلون للسيطرة على مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، يتساءلون عما إذا كان الهجوم المضاد قد بدأ بالفعل. وأضافت الصحيفة أن هذا بالضبط ما يريده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وجنرالاته، أن تشعر روسيا بالقلق حيال عدم معرفة توقيت أو مكان توجيه أوكرانيا للضربة، وأن تكون منهكة من توقعها الدائم بأن الهجوم سيقع غدا. وبحسب "تايمز"، ربما كان هذا أحد أسباب عدم ظهور "هجوم الربيع" بعد، فيما لم يتبق سوى أسابيع قليلة على الصيف، مشيرة إلى أن السبب الآخر يتمثل في أنه رغم أن زيلينسكي يواجه ضغوطا لتحقيق النتائج التي وعد بها مقابل الحصول على الدروع الغربية، يريد جنرالاته التأكد من أنهم يرسلون القوات إلى المعركة عندما تكون مجهزة ومدربة تماما. وأشارت الصحيفة إلى أن أوكرانيا كانت تنتظر لواء كامل يتم تدريبه في السويد، ومجهز بدبابات "ليوبارد 2" الألمانية الصنع، ومركبات "سي في-90" القتالية، وأنظمة آرتشر المدفعية، الأمر الذي يجعله أحد أقوى وحداتها، وقد عاد بالفعل إلى أوكرانيا هذا الشهر للاستعداد للمعركة. كما كان زيلينسكي ينتظر صواريخ "ستورم شادو" من بريطانيا، والتي ستغير اللعبة بمداها الذي يصل إلى ما لا يقل عن 155 ميلا. وكانت تلك الأسلحة تستخدم بالفعل لضرب مراكز اللوجيستيات الروسية التي تم إبعادها عن نطاق صواريخ هيمارس التي أرسلتها الولاياتالمتحدة. وأشارت "تايمز" إلى أن حملة للطائرات المسيرة بعيدة المدى تجرى حاليا لاستنزاف احتياطيات الوقود لدى روسيا، وتدمير البنى التحتية للغاز والنفط في شبه جزيرة القرم وغرب روسيا، لافتة إلى أن مخازن الذخيرة موجودة بالفعل في مرمى النيران. وقالت الصحيفة البريطانية إنه عندما تبدأ المرحلة التالية من الهجوم الأوكراني، لن يتم الإشارة إليه، إذ ستبذل كييف كل ما في وسعها لتقليل الخسائر إلى أدنى حد، ومن هنا يأتي إلحاح زيلينسكي على تزويده بطائرات "إف -16"، التي يمكن أن توفر غطاءًا جويًا للجنود. وأضافت سيبحث قائد الجيش الأوكراني، الجنرال فاليري زالوجني عن نقاط تتقاطع فيها مختلف القوات الروسية، ويستغل ضعف الاتصالات، كما حدث الأسبوع الماضي في باخموت مع عناصر مجموعة فاجنر شبه العسكرية والقوات الجيش الروسي. وأوضحت "تايمز" أن النقاش داخل الدوائر العسكرية الأوكرانية يدور حول تحييد القرم، التي حولها الكرملين إلى قاعدة عسكرية ضخمة بها مطارات ومساحات بحرية تستخدم لضرب كييف يوميا. ومن خيرسون إلى دونيتسك، ينتشر الروس على مسافة أطول من 300 ميل من الجبهة، للدفاع عن نهر دنيبرو، الذي يهيمن عليه الأوكرانيون. ووفقا للصحيفة، ربما تقدم مدينة فوهليدار، حيث تتقاطع القيادة الجنوبية والشرقية الروسية، والتي كانت تضع فيها روسيا قواتها المنهكة، خيارًا جذابًا"، مشيرة إلى أن حدوث انفراجة على الطريق المؤدي إلى ماريوبول سيكون له رمزية كبيرة لأوكرانيا، وقد حولت المدفعية الروسية بالفعل هذه المناطق الحضرية إلى أنقاض، لذلك لن يكون هناك نمط القتال من منزل إلى أخر. لكن الصحيفة البريطانية اعتبرت أن عدم وجود مآوي كافية للاحتماء من القصف عبر الحدود الروسية يشكل خطرًا أيضًا، مما يجعل قدرة أوكرانيا على السيطرة على المجال الجوي عاملا رئيسيا. وفي الغرب، يعد ميناء بيرديانسك خيارًا، إذ يحرم روسيا من طريق الإمداد البحري الحيوي عبر آزوف. ومع ذلك، فإن الطريق إلى بيرديانسك مليء بالممرات المائية التي يمكن أن تبطئ الهجوم. كما أشارت الصحيفة إلى هجوم ممكن عبر مدينة أوريخيف وعلى مدينة توكماك وقاعدتها الجوية، وهو ما سيكون كافياً لأن يقطع جزئيا طريق الإمدادات عبر الجسر البري، لافتة إلى التوجه مباشرة أيضًا لماريوبول من خلال نهر مولوشنا للدفاع عن جناحهم الشرقي.