الأمين العام ل«الناتو» يزور كييف تزامنًا مع استعدادها ل«هجوم الربيع»

بينما تستعر المعارك على مداخل مدينة باخموت الاستراتيجية، وفيما تستعد أوكرانيا لشن هجومٍ مضادٍ على القوات الروسية، قام الأمين العام لحلف شمال الأطلسى «ناتو»، ينس ستولتنبرج، اليوم الخميس، بأول زيارة لكييف منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، التي تقترب من إتمام 13 شهرًا.
وزار «ينس»، نصبًا تذكاريًّا للجنود الأوكرانيين في كييف، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس، معربًا عن تقديره مَن قضوا خلال القتال.
كما أظهر الأمين العام لحلف شمال الأطلسى، دعمه لأوكرانيا، مستعرضًا المُعَدات العسكرية الروسية التالفة، وسط حشد عسكرى أوكرانى في ساحة مركزية في كييف.
ميدانيًّا، تستعر المعارك على مداخل باخموت، ولاسيما جنوبًا وفى مدينة أرتيوموفسك.
وأظهرت صحيفة فيننشال تايمز الأمريكية، صورًا بالأقمار الصناعية من منطقة فوهليدار، جنوب باخموت في منطقة دونيتسك، لمدى الدمار الذي لحق بالمناطق، التي تعرضت لقصف مدفعى روسى مكثف في الآونة الأخيرة.
وفى غضون ذلك، قالت نائب وزير الدفاع الأوكرانى، حنا ماليار، إن الوضع في باخموت «متوتر للغاية»، لكنها عادت لتقول إن المدينة لا تزال تحت سيطرة «كييف»، رغم ادعاء «فاجنر» السيطرة على بعض مقاطعاتها.
من جهته، قال المتحدث باسم وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية HUR، أندرى يوسوف، في إفادة نقلتها صحيفة «كييف إندبندنت»، الخميس الماضى، إن القوات الروسية تتجه إلى وضع «دفاعى» استراتيجى شامل في باخموت، بعد هجومها الشتوى الفاشل، على حد تعبيره.
على الصعيد الروسى، أعلن مجلس الدوما، أمس، أن إجمالى عدد القتلى الروس بمنطقة بيلجورود المتاخمة للحدود مع أوكرانيا، منذ بدء الحرب، بلغ 30 قتيلًا و123 جريحًا في القصف الأوكرانى المتكرر على المنطقة. وجاء ذلك وفقًا للإحصاءات التي قدمها حاكم المنطقة، فياتشيسلاف غلادكوف، أمس.
وتأتى تلك التطورات تزامنًا مع استعداد الغرب لإرسال دفعة مُعَدات قتالية جديدة إلى أوكرانيا، التي تستعد لشن هجوم مضاد على روسيا فيما يُعرف ب«هجوم الربيع»؛ إذ سلمت ألمانيا كييف منظومة للدفاع الجوى من نوع IRIS-T، فيما ستقدم الدنمارك وهولندا 14 دبابة هجومية من طراز «ليوبارد 2» لكييف.
وقال وزير الدفاع الدنماركى بالوكالة، ترولز لوند بولسن، إن الدبابات ليست دنماركية، إنما «تم شراؤها بالتعاون مع هولندا».
ووصف وزير الخارجية، لارس لوك راسموسن، الأمر بأنه «إسهام مهم».
من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع الأوكرانى، أليكسى ريزنيكوف، تسلم أوكرانيا ثانى منظومة للدفاع الجوى من نوع IRIS-T التي قدمتها ألمانيا.
وأشار «ريزنيكوف»، في تغريدة على «تويتر»، إلى أن هذه المنظومة «تزيد من القدرات على التصدى للصواريخ المُجنَّحة».
وفى وقت سابق، أكد نائب وزير الدفاع الأوكرانى، ألكسندر بافليوك، تسلم أنظمة «باتريوت» الأمريكية للدفاع الجوى.
وذلك على خلفية تقارير إعلامية منقولة عن وثائق مُسرَّبة للبنتاجون حول أن أوكرانيا تواجه نقصًا حادًّا في صواريخ أنظمة الدفاع الجوى، ما قد يجرد العديد من المواقع من الغطاء.
في وقت سابق، كتبت مجلة «نيوزويك» الأمريكية، نقلًا عن وثائق سرية تم تسريبها إلى الشبكة، أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعدون أوكرانيا لشن الهجوم المضاد في 30 إبريل الجارى.
على الصعيد السياسى، تطرقت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إلى استدعاء سفراء ثلاث دول غربية إلى الوزارة، لافتة إلى أن ذلك بعدما تجاوزوا حدود وضعهم الدبلوماسى في محاولاتهم لتعليم روسيا «كيفية العيش».
وأضافت «زاخاروفا»: «إن ما يفعله سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا يمثل تجاوزًا لوضعهم الدبلوماسى الرسمى»، مشددة على أن بلادها لن تتسامح مع تكرار مثل هذه الممارسات.
ونفى الناطق باسم الكرملين، ديميترى بيسكوف، مزاعم أوكرانية بأنه ليس الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وإنما «شبيهه» هو مَن زار منطقة العمليات العسكرية في خيرسون ولوجانيسك، في وقت سابق هذا الشهر.
في المقابل، نقلت صحيفة كييف إندبندنت، عن رئيس الوزراء الأوكرانى، دينيس شميكال، قوله: «إن ما يقرب من 60 دولة وافقت بالفعل على المساعدة في إعادة بناء المستوطنات الأوكرانية».