المسلسل يقدم دراما لم يسبقنا لها أحد.. ويتناول مشاعر الأزواج فى أوقات حرجة سعيد بتعليقات الجمهور.. وانتقاداته تعنى لنا تفاعله مع العمل نسب الطلاق فى مصر مرعبة.. ورسالتنا أن الزواج ليس لعبة مشهد المواجهة بين «آدم» و«نادين» لم يكن به ارتجال.. ومهدنا له على مدار عدة حلقات أثار المخرج كريم الشناوى حالة درامية خاصة فى السباق الرمضانى بمسلسله «الهرشة السابعة»، والذى تناول فيه علاقات بين أزواج بطرح مختلف، وبعيدا عن عرض المشاكل والخلافات لأسلوب نمطى، وذلك من خلال بحث فى أسباب فتور علاقة بين الزوجين «آدم» الذى قدم دوره الفنان محمد شاهين، «نادين» التى لعبت دورها الفنانة أمينة خليل، واستعراض مواقف من حياتهما على مدار سبع سنوات شهدها زواجهما، وتراكم المسئوليات خاصة بعدما يرزقان بتوأمين، وتسرب الملل إلى درجة التى يصلا معها إلى ما يعرف ب«الهرشة السابعة». وفى حواره ل«الشروق» كشف الشناوى عن كواليس استقباله لفكرة «الهرشة السابعة»، ويجيب على التساؤلات حول شعوره بالخوف من تقديم عمل عن العلاقات الزوجية فى موسم رمضان، كما تحدث عن مشهد المواجهة بين «آدم» و«نادين»، والذى يراه أصعب مشاهد العمل، وعن روح المغامرة التى يتحلى بها بعد مسلسله السابق «خلى بالك من زيزى». • كيف استقبلت فكرة مشروع «الهرشة السابعة»؟ الهرشة السابعة مشروع فكرته بدأت من عند الفنانة أمينة خليل، قبل تقديم مسلسل «خلى بالك من زيزى»، وكنا نناقش فكرة العلاقات والزواج بشكل حديث، وتحدثنا عن المنطقة الوسطى التى تقع بين الشكل الرومانسى وتناول الخلافات والطلاق، وبخاصة بالنسبة لنا كجيل نشعر أن هذه المنطقة لم يتم مناقشتها، وهى قد تبدو موضوعا بسيطا، وعندما كنا نقول قبل رمضان إننا سنقدم مشروعا عن الزواج؛ كان ذلك يبدو كشىء ممل وعادى جدا، لكن أهمية المشروع كانت تكمن فى التفاصيل الصغيرة، وكان هناك حماس من أمينة خليل ومنى أيضا، لكن بعد هذا الحديث ذهبنا لتقديم «خلى بالك من زيزى»، وانشغلنا فى مشاريع مختلفة، لكن الفكرة أطلت مرة أخرى عندما اجتمعت مع أمينة خليل والكاتبة مريم نعوم، ولم أشعر أن «الهرشة السابعة» مشروع فنى تم عرضه علينا، لكن كان بالنسبة لنا وهم شخصى نريد أن أتحدث عنه. • ألم تشعر بقلق من تقديم مسلسل عن العلاقات الزوجية قد يبدو مملا لجمهور دراما رمضان؟ لم أتردد على الإطلاق، وأنا أحب دائما أن نخرج أنفسنا من المنطقة الآمنة، ونجرب أشياء مختلفة، وعلى قدر ما يبدو الموضوع عاديا وتقليديا ولكن كنت متخيلا أننا نستطيع أن نقدم فيه شيئا يحمل 3 معانٍ، وهى؛ فكرة طازجة، شكل المشاهد والمشاعر وطريقة التمثيل تكون حقيقية، والأحداث تكون واقعية. فنحن كصناع دراما أحيانا نقع فى فخ أن يكون المرجع بالنسبة لنا هو الإنتاجيات السابقة، لذلك كنا نحاول دائما أن نذكر أنفسنا أن المرجع بالنسبة لنا هو الحياة والناس، فنحن لا نقدم مسلسلا من مسلسل آخر، فتجد الحارة المصرية المرجع هو شكل الحارة فى الأعمال الفنية السابقة، نفس الأمر فى العلاقات، فكنا نريد هذا المشروع يكون على الأرض شبه الناس، لذلك كنا نذكر أنفسنا أن المرجع هو الحياة والحقيقة وأن المشروع يكون قريبا من الناس، وعندما يشاهد الجمهور العمل يشعر أنه قريب منه، حتى لو المستوى الاجتماعى للناس مختلف، لكن المشاعر تظل كما هى والمجتمع الذى يعيش فيه الناس هو يشبه الآخرين، وأنا لا أرى أنه يجب على الفن أن يمثل الناس جميعا. • كيف تابعت تعليقات الجمهور على السوشيال ميديا؟ سعيد جدا بتعليقات المشاهدين وردود أفعالهم، وأى مشروع يكون ملك صناعة قبل عرضه، وعندما يتم عرضه يصبح ملكا للجمهور، ومن حق الناس تماما التعبر عن رأيها فيه، وإذا كان الجمهور لديه موقف من المشروع فهذا يعنى أنهم تفاعلوا معه، وأكون مجنونا إذا قلت إنه لا يوجد أحد يكره «الهرشة السابعة»، لكن الحقيقة أن هناك فئة تحبه وأخرى تكرهه، والمؤكد أن المنتج الذى قدمناه أحدث تفاعلا، وهذا يعنى وجود شىء قد تتفق معه أو قد لا تتفق معه وهذا أمر صحى. ولا ينبغى أن نلغى أى أقلية فجأة مقابل أن الأغلبية تكون هى الممثلة فى الفن، ورغم وجود ناس لا يعجبهم المسلسل فأنا مقتنع ومبسوط به، وأرى أنه أمر جيد أن الناس لديها هذا النقاش حوله. • قالت تعليقات لجمهور إن البعض كان يخشى من فكرة الزواج وبعد المسلسل زاد شعورهم بالخوف.. فما ردك؟ هذا أمر جيد من وجهة نظرى، لأن الزواج ليس لعبة، وفى مصر نسب طلاق مرعبة، وأنا لا أشعر أن المسلسل قاتم لدرجة تثير حالة ذعر من الزواج، ولكنه قاتم بقدر يجعل يجعل الناس تتأمل فى مسألة الإقدام على الزواج بالشكل الذى نراه بين بعض الشباب الذى يقرر الزواج فجأة بعد تخرجه دون تخطيط، وليس بالضرورة أن المسلسل يقول إن هذه الحياة الزوجية أجمل شىء فى الدنيا، لكن الحقيقة أن الزواج ليس سهلا. • وما هو المشهد الذى تراه الأصعب فى المسلسل؟ مشهد المواجهة بين «نادين» و«آدم»، ويكفى أن أقول إننا بنينا الكثير فى عدد من الحلقات السابقة كى نصل لهذه اللحظة، وهناك فرضيات أساسية أنهما شخصان انتهيا من المشاجرة، وهما فى ذلك التوقيت محبطان لديهما قرار بالحكى، وبدلا من أنهما يجلسان ويتحدثان ونسمع حديثهما، وكى نصل لهذا كان يجب أن يعيش يكون الجمهور قد عاش تلك الأحداث التى يتحدثان عنها وأصبح له وجهة نظر فيها، وأغلب ما تحدثا عنه فى جلستهما حول مواقف شاهدها الجمهور فى الحلقات، وهذا كان شيئا أساسيا من اختيار الحكى فى المشروع. • وهل كان هناك مساحة للارتجال بمشهد المواجهة؟ هذا المشهد تحديدا لم يكن به أى ارتجال، لكن المسلسل كان به مشاهد فيها مساحات كبير للارتجال، لكن مشهد المواجهة كنا نفهم أننا أمام لحظة خاصة يبوح فيها كل طرف بمشاعره، وهذا المشهد خضع لتبادل الرأى بينى وبين ورشة سرد التى تولت كتابة السيناريو، وشارك فيها الممثلون، لكى نصل لأفضل نسخة ممكنة، وتمت كتابة هذا المشهد كثيرا، وتم وضعه فى الأوردر كثيرا جدا، منهم مرة كان موجودا ورفضت تصويره لعدم جاهزيتنا، ولكن على مستوى التصوير المشهد لم يأخذ وقتا طويلا، ولم يكن لدى أى تدخلات فى هذا المشهد، وأمينة وشاهين عاشا المواقف، وبالتالى حفظا صفحات المشهد وعددها 9 صفحات، ولم يكن حفظا بقدر ما هو استرجاع وسرد لمواقف ومشاهد سبق وأن مثلاها بالفعل فى الحلقات السابقة، فالمشهد نفسه كدراما اتصور فى ساعتين، لكن التحضير للمشهد كان من قبلها بشهر. • ما هى التفاصيل التى تركز عليها فى العمل مع الممثلين؟ مهما اجتهدنا على المستوى التقنى، فالممثلون هم روح الحكاية، ونحن نضع كل مجهودنا لكى يقوموا بإيصال المشاعر للمشاهد، ولا يوجد شىء فى الدنيا أجمل من أنك تشعر أنك تقدم ممثلا فى المنطقة المناسبة له، لأنه فى النهاية مهما تحدثنا عن أفكار كثيرة على الترابيزة مشاعر الأحداث تخرج فقط من الممثلين، وهذا من أمتع الأشياء بالنسبة لى فى العمل، ودور المخرج مع الممثل أن يخرجه من المنطقة الآمنة ويضعهم فى منطقة مختلفة لكى يخرج منهم مناطق جديدة، فيشعر المشاهد أنه لم يرَ هذا الممثل بهذا الشكل من قبل، والممثلون أيضا يكونوا سعداء بذلك، وأنا أحب هذه المنطقة جدا. • ما هى الأشياء التى كنت تخشاها من «الهرشة السابعة»؟ كل شىء كان مقلقا للغاية، لأنه مشروع ليس له مرجع من قبل، فلم نكن نعرف كيف يكون شكله، لكن من المؤكد أننا كنا نقول لأنفسنا «تعالوا نفشل بس ننبسط»، فكنا نعرف أننا نقدم مسلسلا ليس شبه المتوقع من موسم رمضان، فكنا سنأخذ المخاطرة، ومن الوارد أن العمل لا يكون على ذوق الناس، لكننا كنا سعداء وفى نفس الوقت نشعر فيه بالخوف، وإذا كنت تركز مع اختيار عمل يعجب به الناس فلن يمكنك هذا الخيار من المغامرة، ويجعلك تعيد إنتاج نفس الأفكار السابقة دون جديد، فمن الضرورى أن تقبل بالفشل أثناء المغامرة، لأن الخوف هو جزء من الحكاية. • المغامرة بالفكرة وتوقيت العرض معا لم يكن صعبا؟ توقيت العرض كان جيدا، فليس هناك أجمل من موسم العرض الرمضانى، هذه أجمل فترة مشاهدة فى الدنيا، مخاطرة فى كل شىء، وهناك نظرية تقول إذا عرض المسلسل خارج موسم رمضان من الممكن أن يحقق نجاحا، حتى والعمل 15 حلقة كان هناك انشغال بالنص الأول أو الثانى من الشهر، فأنا شخصيا لم أشغل بالى بهذا الأمر على الإطلاق. • نجاحك فى «خلى بالك من زيزى» رفع من روح المغامرة لديك؟ أنا بطبيعنى مغامر، أحب الخروج من منطقة الراحة، فلم يكن على المستوى المحلى بل على المستوى الدولى عندما قدمت مسلسل الصفقة كان فيه نفس فكرة المغامرة، فالمغامرة لطيفة ولابد من تقبل فيها مع النجاحات أنك ستغامر مرة وتفشل، وسأتقبل الفشل، لكن لو لم نغامر سيكون الأمر مملا.