• مريم نعوم: فكرة «الهرشة السابعة» بدأت من عند أمينة خليل.. ومشهد المواجهة بين آدم ونادين أخذ وقتا طويلا • دينا نجم: حرصنا على أن نقدم فى المسلسل مشاكل عادية.. وهذا هو التحدى • راجية حسن: أغلب الأزمات تحدث فى السنة السابعة.. لكنها ليست قاعدة بل ظاهرة • ندى عزت: شخصية شريف رسالة لمن يصدر أحكاما مسبقة عن الآخرين حقق مسلسل «الهرشة السابعة» نجاحا لافتا فى سباق الدراما الرمضانية لهذا العام، حيث نالت أحدث حلقاته مساحات من التفاعل الجماهيرى على مواقع التواصل الاجتماعى، كما تلقى صناعه إشادات نقدية باعتباره عملا متكاملا فنيا، وبخاصة على مستوى الكتابة. العمل الذى ينتمى لفئة ال 15 حلقة، كتبته ورشة «سرد» التى تشرف عليها السيناريست مريم نعوم، وتضم المؤلفات دينا نجم وراجية حسن وندى عزت، التقت «الشروق» بعضوات «ورشة سرد» وطرحت عليهن التساؤلات المثارة حول طبيعة المسلسل، وسر اختيار اسمه «الهرشة السابعة». فى البداية تشير مريم نعوم إلى فكرة تناول أكثر من فئة عمرية داخل العمل الدرامى، وتقول: الفئات العمرية هى تيمة متكررة فى «سرد» بشكل عام، وفى معظم أعمالنا ستجدون هذه الفئة العمرية والعلاقات فيها، وأن الحياة مستمرة لا تقف، وفى كل عمل دون أن تكون مقحمة، وعندما يكون لها مساحتها يتم توظيفها داخل شبكة العلاقات المتواجدة، وفى «الهرشة السابعة» تجد الأزواج هم نتاج تربية الآباء والأمهات، دائمًا نلوم على النتيجة، ولكن لم نفكر نهائيًّا كيف وصلنا لها، وكل ما يحدث نتاجا لشىء ما، ونحن نحتاج أن نرجع لأصل هذه الأشياء، وهذا جزء من أهمية وجود هذه الفئة العمرية، لأنهم السبب فى النتيجة التى وصلنا لها، وجيلنا الحالى سيكون السبب فيما سيصل له الجيل القادم. وتضيف: أحيانًا نحتاج أن نعود لجذور الأشياء حتى نرى الثمار المتواجدة الآن من أين أتت، مع العلم أن هذه الفئة العمرية مع الأعمال المبنية على بطولة الشباب، دائمًا ما تكون أدوارهم شديدة الهامشية، ولكن المهم مضمون وجودها ونحن فى «سرد» دائمًا نعمل على فكرة أن كل الخيوط الجانبية والأدوار التى قد نسميها مساعدة، يجب أن تكون لديها «هَمّ» ما نمرره من خلالها، وليسوا موجودين من أجل أن يخدّموا على الحبكة الرئيسية للأبطال، فهم لهم حبكتهم الدرامية المرتبطة بالعمل ككل، ولكن هم ليسوا مهمشين. وعن سبب تقديم هذه التجربة تقول نعوم: كان لدينا مشروع ما مع الفنانة أمينة خليل، وشعرنا أنه سيشبه عملًا تم تقديمه سابقًا، وطرحت أمينة فكرة لماذا لا نقدم عملًا عن العلاقات بين الناس، وبالفعل بدأنا نفكر فى مسألة العلاقات العادية التى هى شبه الغالبية العظمى من علاقاتنا، وكيف تفتر وتسوء، ونسأل أنفسنا السؤال المعتاد، ماذا حدث؟، فى المسلسل لم يخونها زوجها ولم يضربها وهو ليس بخيلًا، وهى كذلك ليست مبالغة فى طلباتها، وطوال الوقت ترغب فى المساندة، ولكن قلة الخبرة وعدم النضج والتواصل يجعل العلاقات تفقد بريقها وأساسها، وهناك أشخاص تستطيع أن تتجاوز الأزمة، وآخرون لا يستطيعون أن يكملوا الرحلة، وقدمنا فكرة أسرة عادية تشبه حياة أغلب الشباب ليجدوا أنفسهم فى نقطة الانفصال والطلاق، دون أن يعرفوا السبب، الفكرة فى التفاصيل والتراكمات، وفكرة أهمية أن يتم حلها من البداية بالتواصل حتى لا يصلوا لما مر به أبطال العمل. وترى مريم نعوم أن مشهد المواجهة بين «آدم» و«نادين» هو أصعب مشاهد المسلسل، وتقول عنه: مشهد «اخد مننا راقات»، وتمت كتابته أكثر من مرة قبل أن يتم تصويره، لأنه المشهد المحورى للمسلسل، فكرة العلاقة بال 7 سنوات يتم مراجعتها على ترابيزة المطبخ، وهذا ما حدث فى المشهد، بالإضافة إلى أن قبله كان هناك مشاهد تم تصويرها ومشاهدتها، والسيناريو على الورق شىء والتنفيذ شىء آخر، لأن الممثلين أنفسهم لديهم مشاعرهم تجاه الشخصية، وكل ذلك مرهق جدًا، ولكن النتيجة تستحق كل هذا المجهود، بتصوير المشهد بتفاصيل دقيقة جدًا، والتمثيل أضاف لما هو مكتوب بشكل كبير. عن رسم الشخصيات والمحافظة على الإيقاع، قالت: الإيقاع ورسم الشخصيات تيمة أساسية فى سرد، وله علاقة بما درسته وتعلمته من أستاذى د. يحيى عزمى، الذى أدين له بكل الفضل، وكان يركز جدًا على فكرة كيف نرسم الشخصيات، أكثر من الحبكة وكل ما بعده، وأنا قادمة من هذه المدرسة، فأول ما نقوم به فى ورشة «سرد» هو رسم الشخصيات، وهناك كُتّاب فى سرد ظلوا سنوات يرسمون شخصيات فقط، حتى أدرجنا لهم خطوات أخرى، ومن وجهة نظرى رسم الشخصيات هو حجر الأساس للعمل الدرامى، ونخلق لهم رحلة ونحن نفكر فى الشخصية، فكل الحبكات الصغيرة قادمة من الشخصيات ورسمها، ونحن نكتب بالعكس، لدينا شخصيات ويخرج منها أشياء تخلق رحلة جذابة وقوية وبها مصدقية. وتابعت نعوم: عندما نرسم الشخصيات لا نضع ملامحها بناءً على من سيقدمها أو نرسمها لممثل مُعيّن، كان لدينا معلومة أن المشروع لأمينة خليل، ولكن هذا ليس معناه أننا نرسم الشخصية للممثل، تركيزنا أكثر يكون متجها فى تفاصيل الشخصية، قد نقوم بتعديل الورق عندما يخبرنا المخرج ببعض التعديلات عند اختياره لأبطال العمل، وعلى سبيل المثال هناك أشياء قمنا بتغيرها عندما وقع اختيار المخرج على محمد شاهين. وفى تحليلها لسبب إخفاق العلاقات وأثيرها على نهاية المسلسل، قالت: من وجهة نظرى الخوف هو السبب، مع بداية خوف الطرفين من بعضهما البعض، كل المشاكل والعيوب تظهر، عدم التواصل والكذب وعدم المواجهة والتراجع، من اللحظة الأولى قررنا أن تكون النهاية بهذا الشكل، وربما التفاصيل التى تجعلنا نصل للنهاية قد تغيرت، ولكن النهاية متفق عليها من البداية. وترى ندى عزت أن شخصية «شريف» بالمسلسل لم تقدم لدينا فى الدراما من قبل، وقالت: شخصية شريف بدأنا فى تحليلها كيف تمت تربيته وعلاقته بأهله وتفكيره فى أحكام الناس، جزء من شخصية شريف يبدو من الوهلة الأولى أنه ندل وسيكسرها، ولكن نكتشف أن هذا حكم مسبق ومبنى على أننا دائمًا نضع أحكام مسبقة، ولكن فى واقع الأمر هو شخص متسق جدًا مع نفسه ومع عيوبه، ولديه سر أو خطأ، ولكنه استطاع أن يتعامل معه عندما واجهه. وعن تجربتها مع هذا العمل تقول دينا نجم المشرفة على الكتابة: انطلقنا فى البداية بالعمل على الفكرة والقصة بشكل عام فى حضور مريم نعوم، ثم فكرنا معًا فى فكرة التتابعات الخاصة بالحلقات والتصور للسيناريو، ثم أكتب التتابع الخاص بكل حلقة وأرسله لراجية حسن وندى عزت، وكل منهما تكتب جزءا من الحلقة، وبعد انتهائهما من كتابة الحلقة، تعود إلى من جديد، ونبدأ فى العمل على تعديلها، بمعنى تعديل المشاهد وفقًا لتخيلى لشكلها، حتى تخرج فى الصورة النهائية التى تظهر بها. وأضافت بأن مريم نعوم هى صاحبة مقترح اسم «الهرشة السابعة»، وجاءت الفكرة من رغبة الفنانة أمينة خليل تقديم عمل يتحدث عن العلاقات، وبالفعل تحدثت مع مريم نعوم وكريم شناوى مخرج العمل. وأوضحت أن المسلسل يتحدث عن العلاقة من بدايتها وكل المشكلات التى تواجهها والصعوبات التى يقع فيها الطرفان، وكيفية تجاوز ذلك، وفكرة الملل والفتور وأن الحب يختفى داخل المشاكل الكثيرة، وكيفية استمرار العلاقات مع تواجد سوء التفاهم والمسافات التى تُخلق بين الزوجين وتراكماتها مع السنوات، مع وجود أطفال ومشكلاتهم. واستكملت نجم قائلة: حرصنا على أن نقدم علاقة بين شخصين «عاديين»، وأن تكون المشاكل عادية وليست كارثية، وهذا كان تحديا، لأن عند صناعة مسلسل مشاكله عادية، يكون من الصعب أن يكون مسلسلا مُسلّيا ومشوقا والجمهور يرغب فى استكماله، لأن فى النهاية نحن نشاهد اثنين متزوجين وخلافاتهما، ففكرة تقديمه بشكل مشوق كانت المعادلة الصعبة، حتى نظل محافظين على التواجد داخل الإطار العادى. وعن تكوين ورشة سرد واختيار اسماء كاتبات مُعينين من الورشة للمشاركة فى مشروع «الهرشة السابعة» قالت نجم: هذا يكون اختيار مريم نعوم، ففى «الهرشة السابعة» اختارت راجية وندى ومريم سعد الدين لهذه التجربة، واستغرقنا وقتا طويلا جدًا فى الكتابة، واختيار كيفية الحكى، وهل سنبدأ من الهرشة مباشرةً أم الحكى من السنة الأولى للزواج؟، المسلسل كان يحتاج طريقة حكى مختلفة غير المعتادة فى المسلسلات المتعارف عليها، لأننا سنقف عند لحظات مهمة فى حياة كل من «نادين» أمينة خليل و«آدم» محمد شاهين و«شريف» على قاسم و«سلمى» أسماء جلال، وبعد تفكير قررنا أننا سنستعرض كل سنة ونقف عند لحظة معينة، وننتهى منها ثم يمر الزمن فى العمل، ثم نقف عند لحظة أخرى وهكذا، وتساءلنا: هل المشاهد لن يرحب أو ينزعج من فكرة أن العمل يجعله ينتقل من لحظة للحظة ومن سنة للأخرى، ولكن ردود أفعال الجمهور كانت مساندة ومؤيدة لذلك، وفكرة الحكى بهذا الشكل وضع علينا مسئولية مضاعفة، الاهتمام بالتفاصيل، على سبيل المثال فكرة ما كان يحدث فى 2016 غير 2022 وهكذا، أسعار المنتجات والأغنيات التى كانت متواجدة فى هذه السنوات وأبرز الأحداث ومنها فترة الكورونا. وعن فكرة التناول وهرشة أول 7 سنوات زواج قالت راجية حسن: عند تفكيرنا فى فكرة العلاقات قلنا ما الأشياء التى تمر بين المتزوجين بشكل عام، ووقع اختيارنا على السنة السابعة، لأننا وجدنا أن أغلب العلاقات يحدث فيها مشكلات فى هذه السنة، وهناك فكر أجنبى قد يعرفه البعض فى مصر، أن العلاقات فى السنة السابعة تحدث فيها مشكلات قد تكمل العلاقة أو لا، هى ليست قاعدة ولكن هى ظاهرة فى بعض العلاقات، ومنذ البداية ونحن على علم أن العمل 15 حلقة فقط.