- الكباشي: لا مجال لحوار سياسي مع حميدتي وحسابنا مع المتمردين عسكريا - حمدوك يطالب بإشراك المدنيين في مفاوضات شاملة لوقف الحرب - الأممالمتحدة: أكثر من 100 ألف لاجئ غادروا السودان إلى دول الجوار أعلن عضو مجلس السيادة الإنتقالي في السودان الفريق أول شمس الدين الكباشي، عن عقد "محادثات مباشرة" في مدينة جدة السعودية اليومين المقبلين بمشاركة ممثلين عن الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" لبحث هدنة إنسانية بالبلاد، مشددا في الوقت نفسه على أنه "لا مجال لحوار سياسي" مع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي". ومنذ منتصف الشهر الماضي، أُعلنت هدن عدة، سجل خلال بعضها تراجع محدود في حدة المعارك ساهم في حصول عمليات إجلاء رعايا أجانب، لكن لم يتم الإلتزام بها بشكل ثابت. وقال الكباشي في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية": "عرضت علينا مبادرتان (لمواجهة الحرب بالسودان) من الولاياتالمتحدة والسعودية والثانية من "إيجاد" (هيئة تضم دول شرق إفريقيا)، وكل مبادرة طرحت رحبنا بها". وتابع الكباشي: "رحبنا بالمبادرة الأمريكية السعودية لأنها تتحدث عن هدنة وتمت أكثر من مرة، لكن مليشيات حميدتي كانت تخرقها". ومضى قائلا: "الآن نتحدث مع أصحاب المبادرة أمريكا والسعودية في نقطة واحدة فقط هي متطلبات الهدنة والعمل الإنساني". وكشف أنه "كان هناك حديث غير مباشر (بين الجيش والدعم السريع) من عدة أيام وتم الاتفاق أن تنقل هذه المحادثات إلى مباشرة في جدة ولن نتحدث هناك إلا على نقطة واحدة هي الهدنة والعمل الإنساني وربما نطور ذلك"، دون توضيح أكثر. وكان فولكر بيرتس، رئيس بعثة الأممالمتحدة في السودان قد كشف لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية، عن موافقة الجيش و"الدعم السريع"، على "إرسال ممثلين عنهم للتفاوض"، لافتا إلى أنه "يُحتمل أن يتم ذلك في السعودية". وبشأن مبادرة "إيجاد"، أوضح عضو مجلس السيادة السوداني أنها "قدمت مقترحا يتمثل في نقطتين الهدنة وإيفاد ممثل عنا وآخر من المليشيا (يقصد الدعم السريع) لجوبا (عاصمة دولة جنوب السودان) لوقف إطلاق النار ورحبنا ولكن الطرف الآخر لم يوافق"، مؤكدا أنه: "لا مجال لحوار سياسي (مع حميدتي) فهؤلاء متمردون وحسابنا معهم عسكري وليس سياسيا". وأضاف: "لن نجلس مع حميدتي أو (شقيقه) عبد الرحيم، ولن نقبل أن يكون (الدعم السريع) جزءا من أي عمل سياسي أو عسكري". بدوره، دعا رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى "حوار عاجل" لتوفير الأساس لوقف دائم لإطلاق النار، وإشراك المدنيين في مفاوضات شاملة تهدف إلى وقف الحرب، واستئناف العملية السياسية. وأشار حمدوك في بيان صحفي إلى أنه ناقش تطورات الأزمة السودانية مع عدد من المسئولين الأفارقة والدوليين، بينهم الرئيس الكيني وليام روتو، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، ووزيرة خارجية كندا ميلاني جولي، ووزير الدولة البريطانى لشئون شمال إفريقيا ورئيس أساقفة كانتربري، والعديد من القادة الأفارقة وقادة المنظمات الدولية. واقترح حمدوك، أولويات ينبغي توجيه الجهود إليها، وهى "وقف فوري لإطلاق النار يكون خاضعاً للمراقبة حتى تتوفر السلامة للمواطنين والأجانب في مناطق القتال، بجانب اتفاق بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لإنشاء ممرات إنسانية دائمة وموثوقة وآمنة وحماية البنية التحتية الحيوية". وحذر حمدوك، من أن هذه الحرب يمكن أن تؤدي إلى كارثة إنسانية ما لم يتم وقفها على الفور. في سياق متصل، قالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أولجا سارادو، إن أكثر من 100 ألف لاجئ عبروا حتى الآن من السودان إلى دول مجاورة هرباً من الصراع ، بحسب وكالة "رويترز". وأعلنت الأممالمتحدة أن برامجها المخصّصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لم تؤمّن حتى اليوم سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام، مضيفة أنها "ما زالت بحاجة ل1.5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع المعارك"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. بدوره، قال متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة خلال مؤتمر صحفي في جنيف إن المعارك الدائرة في السودان أجبرت أكثر من 334 ألف شخص على النزوح داخل البلاد. من جهته، عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، كلمنتين نكويتا سلامى، من الكاميرون، نائبة لممثله الخاص فى السودان، وستصبح أيضا منسقة مقيمة للأمم المتحدة ومنسقة للشئون الإنسانية فى السودان خلفا ل"كاردياتا لو نديا"، من السنغال، التى أعرب الأمين العام عن امتنانه لتفانيها فى العمل. وعلى صعيد الوضع الصحي، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري، إن الأزمة الصحية التي كان السودان يعانيها، تحولت إلى "كارثة بكل معنى الكلمة"، في ظل نقص العاملين والمستلزمات الطبية وانتشار الأوبئة، إثر المعارك المندلعة منذ أكثر من أسبوعين. وفي أنقرة، أعلنت وزارة الخارجية التركية، استكمال عمليات إجلاء رعايها من السودان، والتي انطلقت في 23 أبريل الماضي. وأعربت الوزارة، في بيان، عن قلقها من استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وزيادة الخسائر بين صفوف المدنيين "على الرغم من جميع المبادرات الدولية". ولفتت إلى أن أكثر من 1700 مواطن تركي وحوالي 300 مواطن من 22 دولة تم إجلاؤهم بأمان من السودان. وفي موسكو، أفادت وزارة الدفاع الروسية بإجلاء أكثر من 200 من رعايا روسيا وجيرانها من السودان. وأوضحت عبر تطبيق تيليجرام أن 4 طائرات "إي إل-76" تابعة للقوات الجوية الروسية "تنقل أكثر من 200 شخص من السودان إلى روسيا".