حملة «مصر للمصريين» تطالب بمنع عرض الفيلم على نتفليكس.... ومخرجته تصر على مزاعمها وطمس الحقائق فى الوقت الذى دشن فيه مجموعة من الشباب المصرى حملة كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعى؛ لوقف مزاعم حركة المركزية الأفريقية أو الأفروسينتريك (Afrocentrism)، التى تسعى لتزييف حقائق حول التاريخ المصرى الفرعونى، ومحاولة إثبات أن الحضارة الفرعونية ملك للأفارقة من أصحاب البشرة السمراء؛ أصرت مخرجة فيلم «الملكة كليوباترا»، تينا جرافى، على أن كليوباترا سوداء اللون وهاجمت العرب فى مقال بمجلة فاريتى الأمريكية. أوضحت «جرافى» الهجوم الذى تعرضت له من قبل المصريين عبر وسائل التواصل الاجتماعى، قائلة: «أثناء التصوير، أصبحت هدفا لحملة كراهية ضخمة عبر الإنترنت، واتهمنى المصريون ب«الغسيل الأسود» لتاريخهم و«سرقة» تاريخهم. وهدد البعض بإفساد مسيرتى المهنية الأمر الذى أردت أن أخبرهم أنه أمر مثير للضحك وأننى لست مهتمة بما يفعلونه»، وزعمت أن الغزوات العربية لم تكن قد حدثت بعد فى عصر الملكة كليوباترا. بدأت الحملة بنشر الشاب المصرى، محمود عاطف، صورة له عبر حسابه الخاص على موقع فيسبوك، ظهر فيها إلى جانب قطعة أثرية فريدة لتمثال الوزير «حور» الشهير فى المتحف المصرى بالتحرير، الذى يجلس على إحدى ساقيه مثنية على صدره والأخرى مُستلقية على الأرض، ليوضح أن «هناك تشابها كبيرا بينه وبين التمثال وانتمائه لأصول أجداده من القدماء المصريين، ورغبته الشديدة فى حضور حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير». وجاءت الصورة على خلفية طرح منصة نتفليكس العالمية للفيلم الوثائقى «الملكة كليوباترا Queen Cleopatra»، الذى أثار جدلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى؛ حيث تظهر البطلة التى تؤدى دور الملكة ببشرة سمراء وأصول تختلف عن الأصول الحقيقية لكليوباترا، التى كانت بطلمية ذات بشرة بيضاء. وحازت صورة الشاب المصرى إلى جانب تمثال الوزير حور على إعجاب الكثيرين، الذين رأوا أنه «نسخة طبق الأصل من التمثال»، وبدأ العديد من الشباب المصرى فى نشر صور مماثلة لهم إلى جانب تماثيل تتشابه معهم فى ملامح الوجه عبر حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعى، ثم أطلقوا هاشتاج حملة #مصر للمصريين (#Egypt for Egyptians)، وأرفقوها بعبارة «العرق مادد جدره 7000 سنة». شنت الحملة المصرية القومية ذاتها هجوما على فيلم نتفليكس «الملكة كليوباترا»؛ للدفاع عن هوية وتاريخ البلاد، حيث واجهت المنصة العالمية حملة قوية تدعو لتوقيع عريضة كبيرة لمنع عرض الفيلم، كما انخفض تقييم التطبيق الخاص بالمنصة على أندرويد وآبل ستور إلى 3 بعد أن كان يبلغ 4,5، وذلك بعد دعوة عدد كبير من المصريين إلى منحه تقييم أقل من المعتاد. * نتفليكس شعلة البداية لتزييف الحضارة المصرية تسببت منصة نتفليكس العالمية فى جدل كبير؛ فمنذ طرحها للإعلان الترويجى الأول والبوستر الرسمى لسلسلتها الدرامية الوثائقية الجديدة التى تكشف عن حياة الملكات الأفريقيات، وقع اختيارها على الملكة كليوباترا لتصبح نجمة الموسم الأول، المقرر عرضه 10 مايو المقبل. وقدم صناع الفيلم، كليوباترا، خلال الإعلان الترويجى، على أنها ملكة سمراء البشرة بالرغم من كون كليوباترا ملكة بطلمية أثناء فترة الاحتلال البطلمى للدولة المصرية من أصول يونانية وأظهروا المصريين فى مشاهد عديدة ببشرة داكنة سوداء وبشعر أجعد مثل الأفارقة؛ وفقا لمعتقدات حركة «الأفروسنتريزم»، التى تزعم أن الحضارات القديمة من أصل إفريقى لأصحاب البشرة السوداء. وفيلم الملكة كليوباترا من إنتاج الأمريكية من أصول أفريقية «جادا سميث»، زوجة الممثل العالمى ويل سميث، وهى إحدى الداعمين لحركة «الأفروسينتريك»، وتردد أن هذا الفكر كان سببا لإلغاء حفل الكوميديان الأمريكى كيفين هارت بالقاهرة، الذى كان مقررا إقامته فبراير الماضى، لأنه أحد الداعمين لهذه الحركة. وتعددت احتجاجات ومظاهر غضب المصريين عقب الإعلان عن الفيلم الوثائقى للملكة كليوباترا، واجتمع عدد كبير للتوقيع على عريضة تطالب بوقف عرض الفيلم، وانتشر هاشتاج للمطالبة بوقف عرضه، ورصدت صفحة تحمل اسم «وعى مصر» على موقع فيسبوك، أسباب مطالبتهم بمنع عرضه، وناشدت المسئولين المصريين بوضع حد لذلك الأمر، والإعلان عن موقف مصر الرافض لترويج أفكار معارضة للثقافة وحقيقة التاريخ. من جانبه، فسر عالم الآثار الدكتور زاهى حواس، وزير الدولة لشئون الآثار الأسبق، أن الفيلم الوثائقى عن الملكة كليوباترا جاء مزيفا للتاريخ المصرى، حيث عرض الملكة ببشرة سمراء، رغم أنها من أصول مقدونية، ومن المعروف أن الملكات والأميرات من هذه الأصول شقراوات. وكان عدد من المصريين قد دشنوا حملة هاشتاج فى ديسمبر الماضى، بعنوان #إلغاء حفل كيفن هارت، للمطالبة بإلغاء حفل الممثل الكوميدى الأمريكى، كيفن هارت، بسبب تصريحات سابقة له عن ملوك مصر القديمة، اتهموه فيها ب«العنصرية وبتزوير التاريخ المصرى»، بسبب دعمه ل«الأفروسينتريك». *من هم «الأفروسينتريك»؟ جماعة الأفروسينتريك المركزية السوداء، هى حركة تأسست على يد الناشط الأمريكى أفريقى الأصل، موليفى أسانتى، فى فترة الثمانينيات، وتنسب الحضارة المصرية الفرعونية إلى الأفارقة السود، وتزعم أن مصر الحديثة مُحتلة من عرب وأوروبيين، وتُعرف ب«المركزية الأفريقية» أو «الأفروسينتريزم» وتروج إلى أن سكان مصر المعاصرين ليسوا هم أحفاد قدماء المصريين، بل هم جماعات غزاة أتوا إلى مصر. وتسعى هذه الحركة إلى تسليط الضوء على هوية ومساهمات الثقافات الأفريقية فى تاريخ العالم، وتنشط فى الولاياتالمتحدة وفى بعض الدول الأوروبية وبين الجماعات ذات الأصول الأفريقية، ومن بين النظريات التى يروج لها مؤيدوها أن أصل الحضارة المصرية أفريقى فقط.