واقعة مأساوية في كينيا تسبب بها زعيم طائفة دينية، حينما دعا أتباعه بالامتناع عن الأكل وتجويع أنفسهم حتى الموت، بزعم "مقابلة يسوع"، حيث امتنعت عائلات بأكملها عن تناول الطعام حتى رحلت عن الحياة. واستخرجت الشرطة الكينية جثث العائلات والأشخاص أتباع الطائفة المسيحية، الذين آمنوا بأنهم سيدخلون الجنة إذا تضوروا جوعا، حيث انتشلت جثثهم من قبور تحت الأرض بالقرب من مدينة ماليندي الساحلية خلال الأيام القليلة الماضية، بعد بلاغات عن غياب 112 فرد من أتباع الطائفة الدينية. ووفق ما نقلت شبكة "سكاي نيوز" فقد انتشلت الشرطة الكينية 58 جثة معظمها من مقابر جماعية في غابة بالمدينة الساحلية الواقعة بشرق البلاد، وقد يرتفع عدد القتلى الذي زاد أكثر من مرة مع استخراج المزيد من الجثث. ووفق تحقيقات الشرطة الكينية التي نقلتها وكالة "رويترز" البريطانية، كان من بين القتلى 50 شخصا عُثر عليهم في مقابر جماعية بالإضافة إلى 8 آخرين عُثر عليهم أحياء لكن في حالة هزيلة وتوفوا فيما بعد، بينما أنه تم إنقاذ 29 شخصا وما زالت الشرطة تبحث عن ناجين آخرين محتملين. وبدأ البحث عن الضحايا بعدما صرح الصليب الأحمر الكيني عن بلاغات للبحث عن 112 شخصا مفقودا ينتمون جميعهم للطائفة المسيحية، التي تطلق على نفسها اسم "كنيسة جود نيوز انترناشونال"، وتعيش في تجمعات سكنية منعزلة في منطقة على مساحة 800 فدان داخل غابة شاكاهولا بشرق كينيا. وتوصلت تحقيقات الشرطة الكينية إلى أن الضحايا قضوا جوعا بحجة لقاء يسوع، بعدما خضعوا لغسيل دماغ على يد القس بول ماكينزي نثينغي، قس كنيسة جود نيوز إنترناشونال، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية. وأُلقي القبض على زعيم الطائفة وقس كنيسة "جود نيوز انترناشونال" بول ماكنزي، في 14 أبريل الماضي، بعد بلاغ أشار إلى وجود مقابر سطحية تحتوي على جثث ما لا يقل عن 31 من أتباعه، فيما تحتجز الشرطة 14 آخرين من أعضاء الطائفة. وقُدم ماكنزي للمحاكمة، في 15 أبريل، أمام محاكم ماليندي القانونية، حيث أمهل القاضي الشرطة 14 يوما لإجراء التحقيقات مع بقائه قيد الاحتجاز، بينما لا يظل مضربا عن الطعام. وكان ماكينزي، زعيم الطائفة سيئة السمعة، قد سلم نفسه للسلطات، الشهر الماضي، بعد أن مات طفلان جوعاً، ولكن أُطلق سراحه بكفالة، وقد أنكر تورطه في موت هؤلاء الضحايا، واتهم زملاء سابقين له بالافتراء عليه. وقال الرئيس الكيني وليام روتو إن تعاليم ماكنزي تتعارض مع أي ديانة، وفي خطاب سابق خلال مناسبة عامة غير مرتبطة بالواقعة خارج نيروبي، قال: "السيد ماكنزي.. يتظاهر بأنه قس بينما هو في الحقيقة مجرم بشع". وعن الواقعة التي هزت كينيا، قال وزير الداخلية كيثور كينديكي: "هذه الكارثة تؤلم ضميرنا ومن الضروري ألا ينتج عنها توقيع أقصى عقوبة على مرتكبي هذه الفظائع بحق العديد من الأرواح البريئة فقط، وإنما تشديد قواعد تنظيم جميع الكنائس والمساجد والمعابد أيضاً".