اتهمت وزارة الموارد المائية العراقية اليوم الخميس، تركيا وإيران بمواصلة حجب المياه عن نهري دجلة والفرات رغم هطول الأمطار والثلوج في كلا البلدين، محذرة من أن فصل الصيف هذا العام سيشهد جفافا أسوأ من السابق. وأوضحت الوزارة أن: "المياه المتدفقة في الفرات ما تزال متدنية وشديدة الانخفاض في سد حديثة وبحيرة الحبانية، رغم تساقط الأمطار والثلوج في الأراضي التركية". وأضافت أن: "كميات المياه الواردة عند الحدود العراقية-السورية في منطقة حصيبة أقل من الحد الأدنى بحيث لا يتجاوز معدلها 250 مترا مكعبا في الثانية بينما المطلوب بحدود 500 متر مكعب". وتابعت أن: "العراق تعرض في السنتين الماضيتين إلى جفاف حاد وربما سيكون الصيف المقبل أسوأ في حال استمر الأمر على هذا المنوال". وأشارت إلى أن المعلومات المتوفرة تؤكد تحسن سقوط الأمطار داخل الأراضي الإيرانية التي تخدم أحواض أنهر الزاب الأعلى (شمال) وديالى (وسط) وكافة الأنهر الحدودية نزولا إلى نهري الكرخة والكارون". وأكدت أن كميات المياه المتدفقة في نهر الكرخة قليلة وكذلك الحال بالنسبة إلى نهر الكارون حيث ما تزال محدودة جدا. وينبع نهرا دجلة والفرات من الجبال التركية ويعبران العراق من الشمال والغرب إلى الجنوب قبل أن يشكلا شط العرب الذي يصب في مياه الخليج. ويعبر الفرات سوريا قبل العراق، ويمر دجلة على الحدود السورية-التركية قبل دخوله العراق، لكنه يتلقى مياه أنهر صغيرة تنبع في إيران، التي أقامت سدودا على روافدها فيما يتهمها مسئولون عراقيون بتحويل مسار بعض هذه الأنهر إلى الداخل الإيراني بدلا من بلادهم. وبموجب اتفاق يعود إلى عام 1987، وافقت تركيا على أن يكون معدل تدفق مياه الفرات 500 متر مكعب في الثانية. وتتهم بغداد ودمشق أنقرة بتقنين المياه وخصوصا خلال فصل الصيف بسبب مشروع غاب الضخم للري وبناء السدود على الفرات لتنمية منطقة جنوب شرق الأناضول، بينما تأخذ تركيا على سوريا عدم بناء السدود اللازمة للاستفادة من المياه التي تتلقاها.