ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية، أن الولاياتالمتحدة تحاول إصلاح العلاقات مع حلفائها الرئيسيين، بعد أن كشفت وثائق وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" المسربة، تتجسس واشنطن على حلفاء لها بما في ذلك كوريا الجنوبية وإسرائيل. وقالت الصحيفة، إن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أجرى محادثات هاتفية مع نظيره الكوري الجنوبي لي جونج سوب، اليوم الثلاثاء، بشأن تسريب الوثائق السرية الأخيرة، حيث تعهد أوستن خلال المحادثة بالتواصل والتعاون الوثيق مع كوريا الجنوبية لبحث تداعيات هذه التسريبات. يشار إلى أن الوثائق -التي لم يتم التحقق منها- المتعلقة بكوريا الجنوبية، تستند جزئيا إلى مناقشات داخلية بين كبار مسؤولي الأمن في كوريا الجنوبية، حيث أفادت بأن سيول كانت قلقة من أن قذائف المدفعية المتجهة إلى الولاياتالمتحدة قد يتم إرسالها إلى أوكرانيا. وكشفت وثيقة مسربة (غير مؤرخة) أن كوريا الجنوبية وافقت على بيع قذائف مدفعية لمساعدة الولاياتالمتحدة على تجديد مخزوناتها، مشددة على أن يكون "المستخدم النهائي" هو الولاياتالمتحدة، لكنها أشارت إلى أن كبار المسؤولين الكوريين الجنوبيين قلقون من أن تقوم واشنطن بإرسال القذائف إلى أوكرانيا. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن احتمال استخدام الأسلحة الكورية الجنوبية من قبل أوكرانيا سيكون إشكالية كبيرة للرئيس، يون سوك يول، لأنه ينتهك سياسة البلاد طويلة الأمد المتمثلة في عدم تصدير الأسلحة إلى بلدان في حالة حرب. وحاول المسؤولون في كوريا الجنوبية التقليل من أهمية وثائق البنتاجون. وقالت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للانباء إن مكتب يون قال إن تحقيقا أوليا خلص إلى أن هناك "فرصة ضئيلة" لمراقبة مسؤولي المخابرات الأمريكية المناقشات الداخلية. وأكد مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي كيم تاي هيو، أن المعلومات التي تم الحصول عليها من المناقشات الداخلية "غير صحيحة" و"محرفة". وقال كيم للصحفيين: "لدى البلدين نفس التقييم بأن الكثير من المعلومات التي تم الكشف عنها تم تحريفها". وأضاف كيم أن التكهنات بأن الولاياتالمتحدة كانت تتجسس على كوريا الجنوبية (وهى حليف رئيسي لواشنطن حيث تستضيف 28500 جندي أمريكي)، لن تضر بالعلاقات الثنائية. وأكد أن "الولاياتالمتحدة هي الدولة التي تمتلك أفضل قدرات استخباراتية في العالم، ومنذ تنصيب (يون)، تبادلنا المعلومات الاستخباراتية في كل قطاع تقريبا". وتأتي التسريبات قبل أسبوعين من موعد إجراء يون محادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن. ووصفت الصحيفة البريطانية، وثائق "البنتاجون" المسربة ب "أسوأ خرق للأمن القومي" لواشنطن منذ سنوات عديدة وتضمن هذه التسريبات، تفاصيل حول افتقار أوكرانيا للذخيرة وطرق جمع المعلومات الاستخباراتية الأمريكية المستخدمة ضد روسيا. ويشير بعض المحللين إلى أن تسريبات أكثر من 100 وثيقة دفاعية أمريكية شديدة السرية يمكن أن تكون "طرف خيط"، محذرين من أن الولاياتالمتحدة قد تتوقع المزيد من الضرر لسمعتها وعلاقاتها مع الحلفاء. وتشير إحدى الوثائق، التي تم اعتبارها سرية للغاية من تحديث استخباراتي لوكالة المخابرات المركزية مطلع الشهر الماضي، إلى أن المخابرات الإسرائيلية "الموساد" كانت تشجع ضباطها على المشاركة في الاحتجاجات ضد خطط الحكومة الإسرائيلية لتعديل النظام القضائي. فيما نفت الحكومة الإسرائيلية انخراط الموساد في المظاهرات. كما كشفت وثيقة أخرى، مؤرخة في 23 فبراير الماضي، بالتفصيل كيف أن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية " إس -300" التي تعود إلى الحقبة السوفيتية سوف تستنفد بحلول 2 مايو إذا استمرت بمعدل الاستخدام الحالي. ووصف قائد قوات الدفاع الأسترالية، الجنرال أنجوس كامبل، التسريبات بأنها "قد تكون ضارة"، مؤكدا أن نشرها قد يقوض الثقة بين الحلفاء.