شاد حزب اليسار الألماني المعارض بالإغلاق المرتقب لآخر محطات الطاقة النووية بألمانيا. وقال نائب رئيس الحزب لورنتس جوستا بويتين لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" بالعاصمة برلين إنها مناسبة للاحتفال: "نشكر الالتزام المستمر لعقود للحركة المناهضة للطاقة النووية". وأكد بويتين، وهو سياسي مختص في الذرة، أن حديث الحزب الديمقراطي الحر حاليا عن تمديد فترة عمل هذه المحطات يعد سخيفا، وقال: "الطاقة النووية غير آمنة وليست في المتناول من حيث السعر، ويجب توجيه القوة بأكملها حاليا لتوسيع نطاق الطاقات المتجددة ولتحول بيئي ويمكن دفعه في سياسة الطاقة". وكانت رئيسة حزب الخضر الألماني ريكاردا لانج، قد أشادت أيضا بالإغلاق المرتقب لآخر محطات الطاقة النووية بألمانيا ووصفته بأنه بداية جديدة، وقالت ل"د.ب.أ"، إن الخروج من استخدام هذه المصادر لتوليد الطاقة يعد "دخولا نهائيا إلى إمداد بالطاقة أمنا ومحدود المخاطر وفي المتناول ونظيف وكذلك دخولا إلى الطاقات المتجددة". وأضافت أنه سيتم بهذه الخطوة إرساء الأساس لرخاء مستقبلي ولقوة اقتصادية، وقالت: "نستقل بذلك عن الطاقة الإحفورية وعن الحكام المستبدين مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعن أسعار الطاقة التي لا يمكن دفعها". يذكر أن الائتلاف الحاكم الحالي، الذي يضم حزب الخضر، قرر العام الماضي تمديد تشغيل محطات الطاقة النووية الثلاثة المتبقية في ألمانيا حتى 15 أبريل الجاري؛ ليتجاوز بذلك الموعد النهائي للتشغيل الذي كان مخططا له حتى نهاية العام الماضي، ومن المقرر بذلك إنهاء استخدام الطاقة النووية بألمانيا. وصرحت لانج بأن دراسات أخيرة أظهرت أن تكلفة استخدام الطاقات المتجددة في الإنتاج تقل 4 مرات عن تكلفة الطاقة النووية، كما يحمي استخدام طاقات متجددة على المدى الطويل من الزيادات المتوقعة في أسعار النفط والغاز. وفي المقابل أظهر استطلاع رأي أُجري في ألمانيا أن غالبية الألمان يعارضون إغلاق المحطات النووية في بلادهم، وذلك قبل أيام قليلة من إغلاق آخر محطات الطاقة النووية العاملة في البلاد. ووفقا للاستطلاع الذي أجراه معهد "إنسا" الألماني لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من صحيفة "بيلد أم زونتاج" التي نشرت نتائجه في عددها الصادر اليوم، أعرب 52% ممن شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم أنه من الخطأ فصل المحطات الثلاث المتبقية عن الشبكة الأسبوع المقبل، فيما أعرب 37% عن اعتقادهم بأنه أمر صحيح، وأحجم 11% عن التصريح برأيهم.