حكايات من دفتر حوارات إسماعيل عبدالحافظ (17).. لماذا شعر بالحزن في بداية الألفية؟

على مدار سنوات من العطاء الفني استطاع إسماعيل عبدالحافظ أن يحفر اسماً بارزاً في عالم الدراما المصرية، عشرات الأعمال التي قدمها في موسم دراما رمضان وخارجه، وبالتعاون مع أسامة أنور عكاشة وغيره من المؤلفين.
وترك عبد الحافظ بصمةً واضحة المعالم بأعمال لم تنس ومازال الحديث عنها متناثر على منصات التواصل الاجتماعي، "الوسية، وليالي الحلمية بأجزاءه، والشهد والدموع، وخالتي صفية والدير، والعائلة، وجمهورية زفتى، وامرأة من زمن الحب، وكناريا وشركاه، والأصدقاء، وعفاريت السيالة"، وغيرها من المسلسلات التلفزيونية المحفورة في ذاكرة الجميع.
ولد المخرج إسماعيل عبدالحافظ في مارس عام 1941 بمحافظة كفر الشيخ، وحصل على ليسانس آداب قسم اللغات الشرقية من جامعة عين شمس 1963، وعمل مساعد مخرج بالتلفزيون من 1964-1969 في أقسام مراقبة الأطفال ثم التمثيليات، ثم مخرج دراما، ثم مخرج أول 1970، حيث أخرج أول أعماله "الناس والفلوس" لتنطلق رحلته مع الدراما التلفزيونية.
وعلى مدار عدد من الحلقات المختلفة نتعرف عن قرب على الراحل من خلال كتاب "مخرج الشعب"، من تأليف الدكتور سامح مهران، ومن إصدارات الهيئة العامة للكتاب وأكاديمية الفنون المصرية.
على مدار سنوات طويلة ظل اسم إسماعيل عبدالحافظ جزءً من موسم دراما رمضان، ولكنه فجأة أصبح خارج هذه الخريطة وتحديداً بعد عام 2002، حيث عرض مسلسل الأصدقاء على أحد القنوات الفضائية بعيداً عن قنوات التليفزيون المصري الرسمية التي اعتاد صناع الدراما هذا العصر أنها جزء من نجاحهم، وتسبب ذلك في حالة ضيق شديدة للمخرج الراحل، وصرح أنه شعر بالحزن للغاية بسبب ابتعاده عن جمهوره الذي اعتاد عليه في توقيتات عرض معروفة.
وقال عبدالحافظ: "حزين نعم ومستاء ولكن لم أصل لدرجة الإحباط، ويأتي الحزن من فوات رمضان هذا العام، وأنا منذ 17 عاماً لم أغب سوى عام واحد، فمنذ عام 1985 الذي عرض فيه مسلسل الشهد والدموع باستثناء، وحينما عرض خالتي صفية والدير الذي لم يذاع في رمضان بسبب ما تصوروه خطأ من حساسية عرضه في هذا الشهر، وبعد الشهد والدموع قدمت أيوب البحر، والوسية، وليالي الحلمية في 5 أجزاء على مدار 5 أعوام، والعائلة، وضد التيار، وأهالينا، وجمهورية زفتى، وسامحوني ماكنش قصدي، وامرأة من زمن الحب، ووجع البعاد، والبر الغربي، وبعد كل ذلك أليس من حقي أن أحزن على فوات لقاء سنوي مع أحبة تعودتهم وتعودوني".
ولم يكن لدى عبدالحافظ سبباً واضحاً وراء إزالة مسلسله من خريجة مسلسلات رمضان وإقصاء تواجده بشكل واضح من العروض التلفزيونية، ولكنه أرجع الأمر إلى العشوائية، قائلا: "العشوائية في الاختيار هي التي تسببت في إبعاد مسلسلي عن القنوات الأرضية".
أقرأ أيضاً
حكايات من دفتر حوارات إسماعيل عبدالحافظ (16).. لماذا أحب الطبقة المتوسطة ودافع عنها؟