يسأل البعض أسئلة وجودية قد لا يجدون إجابتها عند الكثيرين من غير المتخصصين، وتدور تلك الأسئلة عن بدايات الخلق وأسرار الكون والحكمة الإلهية من وراء أشياء كثيرة حولنا. وتستعرض"الشروق" لكم إجابات مبسطة على هذه الأسئلة، خلال شهر رمضان الكريم، عبر سلسلة "أسئلة وجودية"، التي تتضمن آراء علماء الأزهر الشريف. نقدم لكم في الحلقة الثانية عشر من سلسلة "أسئلة وجودية" الإجابة على أحد أهم الأسئلة التي تشغل البشرية، وهو "أين مكان الجنة والنار؟". * أين مكان الجنة والنار؟ أجاب الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية وأحد علماء الأزهر، في لقاء تليفزيوني، أن خارج الكون يوجد ملأ آخر فيه الملائكة، والأرواح، والبرزخ، والجنة والنار، والصراط المستقيم، والميزان، والبيت المعمور، الذي يوازي الكعبة المشرفة وتحج إليه الملائكة، وسدرة المنتهى وهي شجرة مباركة من النور. وأجمع أهل العلم في الإسلام على أن الجنة في السماء والنار في باطن الأرض، وهو ما ذكره الله في كتابه العزيز، سورة آل عمران: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ). وروى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِي صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنه قَالَ: "إذا سألتك الله فسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، واعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن". وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة، قال رسول الله: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين، كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة". وذكر صحيح الإمام مسلم، رواية أنس عن النبي صل الله عليه وسلم في رحلة الإسراء أنه قال: "في السماء السابعة فإذا أنا بإبراهيم مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمارها كالقلال، فلما غشيها من أمر الله ما غشى تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها، وأوحى إلى ما أوحي ففرض على خمسين صلاة كل يوم وليلة". أما النار فقال الإمام أبي داود عن ابن عمرو إنها موجودة في الأرض، قال: "لا يركب البحر إلا حاجاً، أو معتمراً، أو غازياً في سبيل الله فإن تحت البحر ناراً، وتحت النار بحرا". ورُوي عن ابن عمر أنه قال إن جهنم ليست داخل الأرض، وإنما هي حول الأرض، مفسرا ذلك بأن الصراط المستقيم الذي جعله الله تعالى طريق النجاة سيكون موصولا بين الأرض والجنة والنار ستكوت تحتهما، ويقول: "إن جهنم محيطة بالدنيا، وإن الجنة من ورائها فلذلك كان الصراط على جهنم طريقا إلى الجنة". اقرأ أيضا: أسئلة وجودية (11).. لماذا سمي إبراهيم أبو الأنبياء وهو ليس الأول؟ إلى اللقاء في الحلقة الثالثة عشر..