قالت الدكتورة مها إبراهيم، أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث، إن اختيار الطعام الصحي والشراب المناسب في رمضان من أهم الأشياء التي تعود علينا بالنفع وتمنحنا الطاقة الكافية التي ستعين أجسامنا على الصوم في اليوم التالي، موضحة أن الماء هو ملك المشروبات، حيث يمنح الترطيب للجسم، ويساعد على الهضم، ويعمل على تعويض الجسم بالسوائل التي فقدها أثناء الصيام عن طريق العرق والتبول. وأضافت إبراهيم خلال نشرة للمركز القومي للبحوث، أنه لكي يستفيد الجسم من شرب الماء في رمضان، يجب أن تكون الكمية المستهلكة منه موزعة على الفترة الفاصلة بين وجبتي الإفطار والسحور؛ لأن تناوله بعد الطعام مباشرة يؤدي إلى الإصابة بعسر الهضم والانتفاخ، وقد يعيق الجسم عن امتصاص العناصر الغذائية المتوفرة بالأطعمة. وأكدت أن الكمية الموصى بها من الماء في رمضان تتوقف على النوع والعمر، فمثلا النساء تحتاج إلى حوالى 8 أكواب يوميًا، أي ما يعادل لترين، وفي حالة الحمل والرضاعة، تزداد الكمية إلى 9 أو 11 كوبًا، وللرجال: 12 كوبًا يوميًا، ما يعادل 3 لترات، بينما يحتاج الأطفال والمراهقون من 6 إلى 8 أكواب يوميًا. وتابعت: "نستهل وجبة الإفطار بتناول منقوع التمر بالحليب الذي يعطينا الطاقة ويحافظ على المستوى المعتدل للسكر في الدم، والذي عادة ما ينخفض خلال ساعات الصيام، مع الأخذ في الاعتبار تناوله بحذر لمرضى السكري، والخروب من المشروبات المثالية على مائدة الإفطار في رمضان، فهو مرطب في الصيف ومجدد للنشاط ومقوي للمعدة ومدر للبول، وينشط من إفراز المرارة، ويهدئ من الحركة الزائدة للأمعاء لهذا فهو مفيد في علاج القولون العصبي، وأيضاً يحتوي على مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم وتنقيه من السموم". ولفتت إلى أن قمر الدين مشروب المشمش، من أشهر العصائر التي ارتبط اسمها بشهر الصيام، ولكن يجب تناوله بحرص واعتدال بالنسبة لمرضى السكري والكلى بشكل خاص، وترجع فائدته إلى احتواءه على المعادن مثل البوتاسيوم، والماغنسيوم، والحديد، والزنك، كما يحتوي على مادة الريتينول، وهي مادة سهلة الامتصاص في الجسم وتعزز من عملية الهضم. وتابعت: "وتساعد ثمار المشمش التي يصنع منها مشروب قمر الدين على وقاية البشرة من الأمراض الجلدية وبثور الشباب؛ لما تحتويه من فيتامين (أ)، الذي يتميز بمفعول مقاوم للتجاعيد وانكماش الجلد، وهو من أفضل الأغذية لصحة الشعر والعينين والبشرة، كما يقلل من مستويات الكوليستيرول في الدم، ويحمي من أمراض القلب والشرايين". كما ذكرت أن الكركديه من أفضل المشروبات لمتبعي الأنظمة الغذائية، لأنه قليل في السعرات الحرارية وغني بفيتامين "ج"، الذي يساعد على تقوية المناعة ونضارة البشرة، كما أوضحت الدراسات أن الكركديه جيد فى علاج الإسهال وتطهير المعدة، ويستطيع خفض ضغط الدم المرتفع. ولهذا يجب تناوله بحذربالنسبة لمرضى ضغط الدم المنخفض ومرضى الكلى. واستطردت: التمر الهندي يعالج اضطرابات المعدة، فهو يعمل على إزالة الحموضة الزائدة من الجسم ومفيد في حالات الإمساك والاضطرابات المعوية؛ لاحتوائه على مجموعة من الأحماض والمعادن المفيدة، كما أنه يطهر الجسم من الجراثيم، حيث أنه يحتوي على عدد من المضادات الحيوية، ويمكن استخدام التمر هندي في حالات ارتفاع ضغط الدم والقئ والغثيان والصداع، فضلا عن دوره في ترطيب الحلق، وعلاج الدوسنتاريا، والبرد، ونقص الشهية. وأضافت "يتم تجهيز عصير التمر هندي عن طريق نقعه في الماء البارد لعدة ساعات أو في الماء المغلي لمدة بسيطة، ويمكن إضافة بعض أوراق الكركديه، ثم يترك حتى يستقر ثم يصفى، ويضاف إليه السكر". ولفتت إلى أن السوبيا تصنع من الشعير وتمتاز بأنها مشروب مفيد جدا لحصوات الكلى والمرارة، ولها قيمة غذائية عالية؛ لاحتوائها على الألياف الذائبة التي لها القدرة على تقليل نسبة الكوليستيرول، وهي من المشروبات الرمضانية التي تناسب الأطفال والذين يعانون من النحافة؛ لأنه غني بالسعرات الحرارية لاحتوائه على اللبن والنشا والسكر وجوز الهند. وأكدت أن الدوم من المشروبات المفيدة لأنه يضبط نسبة الكوليسترول في الدم، ويعمل على انخفاض ضغط الدم المرتفع وكذلك فهو قليل السعرات الحرارية. وأشارت إلى أن الأبحاث الحديثة أثبتت أن العرقسوس يحتوي على مادة الجلسرين، والمشتق منها مادة كاربن أوكسالون، التي تساعد على التئام قرحة المعدة والأمعاء، ولهذا فهو مناسب لمرضى قرحة المعدة، كما يساعد على تقليل أعراض الحموضة وحرقان المعدة وفاتح للشهية، وهو أيضا مضاد للاكتئاب، حيث يثبط من عمل المونو آمين أوكسيديز، وهي المركبات ذات التأثير القوي على الاكتئاب، ومفيد في علاج أمراض الجهاز التنفسي، كالتهابات الحلق واللوزتين والنزلات الشعبية والبرد، ومفيد للمفاصل والعظام والأسنان؛ لاحتوائه على نسب عالية من الماغنسيوم، وقد يكون مفيداً في علاج القرح الجلدية وقرح اللثة. وأوضحت أنه لا ينصح بشرب العرقسوس لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو عدم انتظام نبضات القلب أو أثناء الحمل والرضاعة، لأن الإفراط في استخدامه يؤدي إلى احتباس الصوديوم والبوتاسيوم مع الدم، ويعطي إحساس بالكسل والإجهاد. وقالت إن خليط الليمون والماء وأوراق النعناع من المشروبات المفيدة جدا؛ لأنه غني بفيتامين "ج" وبالألياف، كما أنه يمنح الانتعاش والطاقة بعد يوم صيام طويل، ويعد مخفوق الموز بالحليب غني بالبوتاسيوم وبالألياف وفيتامين "ج" و"ب 6"، وتناول هذا الخليط اللذيذ خلال وجبة الإفطار، سيمنح الصائم طاقة كبيرة ويساعد على تحمل الصيام في اليوم التالي.