تحت عنوان "لبنان يستيقظ على منطقتين زمنيتين متنافستين بسبب خلاف حول التوقيت الصيفي"، سلطت صحيفة "تليجراف" البريطانية، اليوم الأحد، الضوء على أزمة التوقيت في لبنان، مشيرة إلى أن البلد يشهد انقساما زمنيا يؤدي إلى ارتباك اجتماعي جديد. وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إنه مع تداول ما لا يقل عن 7 أسعار غير رسمية لصرف العملة في لبنان، غالبا ما تتغير كل ساعة، اعتاد الشعب على تلك الفوضى، لكن البلد استيقظ هذا الصباح في حالة جديدة من الارتباك الاجتماعي حيث يوجد توقيتين زمنيين متنافسين. وأوضحت الصحيفة أن هذا الموقف الغريب هو نتيجة الخلاف المتصاعد بين السلطات السياسية والدينية حول قرار تأجيل التوقيت الصيفي لمدة شهر. وأشارت إلى أن بعض المؤسسات نفذت تغيير التوقيت، اليوم الأحد، بينما رفضت مؤسسات أخرى تاركة العديد من اللبنانيين للتوفيق بين العمل والجداول المدرسية في مناطق زمنية مختلفة. وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، قد أعلن، يوم الخميس، تقديم التوقيت ساعة اعتباراً من 20 أبريل المقبل بدلاً من بدء العمل بالتوقيت الصيفي في عطلة نهاية الأسبوع الأخير من مارس الحالي، كما جرت العادة في لبنان وأوروبا ومناطق أخرى. ولم يتم تقديم أي تفسير لهذا القرار، وفي محاولة لتجنب العواقب، أعلنت شركة الطيران الوطنية اللبنانية بعد عدة ساعات أن جميع الرحلات طوال الشهر ستقلع قبل ساعة من الموعد المقرر لتجنب الغرامات وفقدان الاتصالات. كما رفضت العديد من الشركات في جميع أنحاء البلاد قرار الحكومة، لا سيما تلك التي لها صلات دولية، وطلبت من الموظفين تقديم ساعاتهم لمدة ساعة طوال الليل يوم السبت كالمعتاد. وأشارت "تليجراف " إلى أنه عندما رفضت قناتان إخباريتان رئيسيتان القرار وقالتا إنهما ستعرضان الوقت قبل ساعة، أصبح واضحا أن لبنان على وشك أن يكون له منطقتان زمنيتان مختلفتان هما توقيت مؤيدو الحكومة وآخر للمعارضين. وأعلن ميقاتي القرار بعد اجتماع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أصر مراراً على تمديد العمل بالتوقيت الشتوي، وفقاً لمقطع فيديو للاجتماع نشره موقع "ميجافون" اللبناني على الإنترنت. وقال بري، وفقاً للمقطع المصور، "بدل ما يكون الساعة 7 يضل الساعة 6 من هلا (الأن) لآخر رمضان". من جانبها، أعلنت الكنيسة المارونية رفضها للقرار. وستعمل المدارس والمؤسسات المسيحية حتى الشهر المقبل في منطقة زمنية مختلفة عن المؤسسات الإسلامية، في بلد يحمل ندوب الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما.