أطلق اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، اليوم الأحد، إشارة البدء لإعادة تطوير ورفع كفاءة شارع النبي دانيال بطول 730 مترا، باعتباره من أقدم وأهم شوارع المحافظة بتكلفة تقدر ب103 ملايين جنيه، جاء ذلك بحضور الدكتورة جاكلين عازر نائب محافظ الإسكندرية. وأكد المحافظ، أن شارع النبي دانيال هو أقدم وأعرق الشوارع في عروس البحر الأبيض المتوسط، حيث يعود إلى عام 331 قبل الميلاد، عندما أمر الإسكندر الأكبر المهندس الإغريقي دينوقراطيس ببناء مدينة الإسكندرية؛ لتكون عاصمة جديدة لإمبراطوريته لما وجده فيها من موقع ممتاز يجعلها نواه لعصر جديد، وكان شارع النبي دانيال جزء من الشارع الرئيسي الطولي للمدينة وقت إنشاءها. وقال إن الشارع بمثابة مجمع للأديان السماوية الثلاثة حيث يضم: الكنيسة المرقسية أقدم كنيسة في أفريقيا، ومعبد إلياهو أقدم المعابد اليهودية التي شيدت في الإسكندرية، ومسجد النبي دانيال؛ مما يخلق حالة فريدة من تجمع الأديان في أنحاء العالم وتجسيدا مصري حقيقي لمقولة: "إن الدين لله والوطن للجميع". وأوضح أن الغرض من أعمال التطوير هو ترميم ودهان جميع المباني الموجودة في الشارع مع الالتزام بكود اللون الأصلي للمباني التراثية وترميم ما هو بحاجة إلى ترميم للحفاظ عليها حيث يوجد نحو 15 مبنى تراثي بالشارع. وأضاف المحافظ، أن هناك مخططا ورؤية استراتيجية؛ لتطوير ورفع كفاءة جميع المواقع الأثرية والتراثية في الإسكندرية؛ للحفاظ عليها وعودتها إلى سابق عهدها وخاصة أن التغيرات المناخية قد أثرت عليها، مؤكدا الاهتمام بالمكتبات المتواجدة في الشارع وتوحيد شكلها، والالتزام بشكل موحد للحفاظ على المظهر الحضاري والتراثي للشارع ولعدم إعاقة حركة المرور. وبين أن الهدف من التطوير هو ترميم لكل واجهات والمباني الموجودة مع الحرص على لون المباني التراثية. ومن جانبها، أشارت عازر، إلى التخطيط لتحقيق التكامل بين تطوير شارع النبي دانيال وأعمال التطوير التي تمت في محطة مصر. وأوضحت أن شارع النبي دانيال شاهد على تاريخ الإسكندرية لذا فإن جميع أجهزة الدولة تتكاتف لإعادة الرونق إلى هذا الشارع، مؤكدة الاهتمام بمنافذ بيع الكتب التي بالشارع وتوحيد شكلها، وسيكون هناك تكامل مع جميع المباني التراثية التي في الشارع والتكامل مع مشروع التطوير الذي تم في محطة مصر.