سرد سلس يرسخ القيم الإيجابية مع لمسة فنية لرسوم سهيلة خالد جرعة خيالية تناسب تماما روح الشغف التى تلائم أدب اليافعة، حيث أجواء حالمة تلتقى فيها الكاتبة «علا كحالة» بشخصيتها المبتكرة «عز» الذى يطلعها على دفتر يومياته ومغامراته فى مدينة ألعاب السبع النجمات فى محاولات مع أصدقائه لإنقاذ البيئة من حولهم، وذلك فى كتاب «يوميات عز» الصادر عن دار الشروق. نصوص مبتكرة، جرى إبداعها فى الكتاب بطريقة مغايرة، حيث تاريخ يتكرر ويعتلى الصفحات ليكون أشبه ما يكون بيوميات حقيقية، فى تضافر وتفاعل إيجابى بين نصوص الكاتبة «علا كحالة»، ورسومات الفنانة سهيلة خالد التى جاءت لتتكامل مع أحداث «يوميات عز». ألفاظ ومصطلحات مشوقة تناسب تماما عالم الأطفال الثرى، حيث تتحدث الكاتبة فى تلك المذكرات عن العطلة الصيفية وما يمكن أن يميل إليه الأطفال ويشكل عالمهم الوديع، وهو ما نعاينه فى المقتطف التالى: عطلتى الصيفية هذه السنة ستكون رااااائعة.. ماذا أريد أفضل من أن أقضى نهارى على الأفعوانية رأسى لأسفل وقدمى لأعلى، ثم أقرمش الفشار وأنا على الدولاب الكبير، وآكل سندوتش الهوت دوج» قدر ما أشاء؟ وأجمل ما فى الموضوع أن كل ذلك سيكون مجانا دون رقيب ولا حسيب، يا سلاااام سيكون أبى مشغولا بتشغيل «الكوبرا» الكبيرة أو تصليح قطار «بيت الأشباح»، بينما أنا فى الظل ألعق أصابعى التى صبغت باللون الزهرى من غزل البنات. تمضى الكاتبة بالقراء فى مجموعة من العوالم المتخيلة المحببة إلى النفس، والتى تداعب فيها خيال الأطفال بالعديد من المواقف التى ترسخ بداخلهم رغبة قوية فى تغذية فضيلة التدوين والتوثيق التى تمكن الطفل من مجاراة الواقع من ناحية، وجعل عالمه حافلا بالتصورات التى وإن كانت متخيلة إلا أنه تشعره بالسعاده وتحيطه بأكبر قدر ممكن من المبهجات. قيم إيجابية عديدة تتسرب من بين ثنايا نصوص «يوميات عز» عن العلاقات بين الأصدقاء وأفراد الأسرة الواحدة، والتى تأتى بترتيب مريح فى الأحداث، دون أى مط أو تطويل أو سرد غير سلس لا يلائم الأطفال والناشئة وهو الأمر الذى يمكن معاينته من خلال المقتطف التالى: فى مذكرته التى تحمل عنوان: «20 حزيران / يونيو» جاء: الجميل فى مكوثى مع أبى هنا أنه سيكون على مبدأ «رَجُل لِرَجُل». هذا يعنى أنى سأرتاح من كل طلبات أمى المستمرة؛ رتب سريرك.. أجمع الصحون فى الحوض.. أخرج القمامة.. إلخ إلخ.. وأفضل ما فى الموضوع أننى سأرتاح من ملاحقة «نايا» التى لا هَمَّ لها فى الحياة سوى تفريغ الأشياء، تفرغ خزانة المطبخ من المعلبات، وتخرج أوراق الطابعة من درج المكتبة.. والأكثر قرفًا.. تفريغ القمامة من الزبالة التى بداخلها يااااخ لا أدرى كيف تفكر هذه الفتاة هل كل الأطفال الصغار فى عمرها هكذا، أم أنى وحدى المحظوظ بنسخة «تفريغية» من الأخوات؟ مسكينة ماما ! كيف ستتحمل وحدها هذه العفروتة الصغيرة مدة شهر كامل؟ وقد جاءت رسومات الفنانة سهيلة خالد لتخلق «قيمة مضافة» إلى النص، حيث تجذب عين القارئ، لتضيف إليه مزيد من الأبعاد الحقيقية والقيمة فيما يقرأه ويطالعه، ولم يكن هناك أى من تلك الرسومات الموضوعة فى غير موضعها، وإنما لمسة فنية مطلوبة لإثراء المطروح من النصوص. كتاب الأطفال «يوميات عز» يحتوى على قصص مثيرة، جاء من ضمن أجوائها: لم أتخيل يومًا أن فتى من مقاسى أنا مقاس 10 سنوات و11 شهرًا سيجد نفسه فى مواجهة مع المدير فرزات مقاس كبير جدًّا والذى يملك مدينة للملاهِى بحجم السبع نجمات، لكن علينا أحيانًا أن ننسى المقاسات ونفعل ما نراه صحيحًا خاصة إذا كان أمرًا يهدد البيئة، كل تفاصيل مواجهتى هذه كتبتها فى يومياتى أنا «عز بن أبو العز»، التى أحتفظ بها لنفسى تحت مخدتى، مع ملاحظة: بما أن يومياتى وقعت بين يديك فلا بد أنك من الأصدقاء المقربين مثل أسيل وسعد ويمكنك قراءتها لكن أرجو الانتباه، الأمر بينى وبينك فقط. وتسرد علا كحالة؛ عن نفسها أنها تحب قراءة القصص منذ مراحلها المبكرة فى الصغر، ودرست علم النفس ثم الكتابة الإبداعية فى أمريكا فى مراحل الكبر، وأصبحت تكتب قصصًا للأطفال واليافعين. تعيش مع عائلتها فى الأردن، وذكرت أن أفضل أوقاتها تلك التى تقضيها مع أطفالها الثلاثة لقراءة القصص قبل النوم.