كادت أسرة كندية أن تتعرض إلى عملية احتيال عبر تقنية الذكاء الاصطناعي، حيث أقدم محتالون على تقليد صوت حفيدهم في مكالمة هاتفية وطلبوا مساعدة مالية، قبل أن تكتشف السلطات الأمر وتحول دون وقوع عملية الاحتيال. بدأ الأمر حين تلقت روث كارد مكالمة هاتفية من شخص يتحدث مثل حفيدها براندون، وأوهمها أنه في السجن ولا يملك محفظة أو هاتف محمول، ويحتاج إلى النقود للإفراج عنه بكفالة، فسارعت "كارد" لفعل كل ما في وسعها لمساعدة حفيدها. واندفعت كارد 73 عامًا، وزوجها جريس 75 عامًا، وسحبا 3000 دولار كندي 2207 دولارات أمريكية، وهو الحد الأقصى للسحب اليومي من البنك، فذهبا إلى الفرع الثاني للحصول على المزيد من المال. فيما انتبه مدير البنك إلى تلك الواقعة، واصطحبهما إلى مكتبه، وقال إن عميلًا آخر تلقى مكالمة مماثلة، لذلك قد تبدو هذه المكالمة غير حقيقية، وأن الشخص الذي هاتفهم ليس حفيدهما، وإنما روبوت. وأدركت الأسرة أنها تعرضت للخداع، وقالت كارد في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: "كنا مقتنعين أننا نتحدث مع براندون، لقد تم خداعنا". وتزايدت عمليات انتحال الهوية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تجعل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من السهل تقليد الأصوات وإقناع الناس لا سيما كبار السن، بأن أحبائهم في محنة. وبحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، كانت عمليات الاحتيال هي ثاني العمليات الأكثر شيوعًا في أمريكا، وقال مسؤولو لجنة التجارة الفيدرالية إن أكثر من 5100 من هذه الحوادث وقعت عبر الهاتف مما يمثل خسائر تزيد عن 11 مليون دولار. وأضافت التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي طبقة جديدة من الصوت، مما يسمح للمحتالين بتكرار الصوت باستخدام عينة صوتية من بعض الكلمات، وبدعم من الذكاء الاصطناعي يمكن لعدد كبير من الأدوات عبر الإنترنت ترجمة ملف صوتي إلى نسخة طبق الأصل من الصوت، مما يسمح للمحتال بالحديث وتقليد أي شخص مهما كان نوعه. ويقول الخبراء قوات إنفاذ القانون والمحاكم غير مهيأة لكبح عمليات الاحتيال المزدهرة، إذ أن معظم الضحايا لا يمكنهم التعرف على الجاني، ومن الصعب على الشرطة تتبع المكالمات والأموال من المحتالين العاملين في جميع أنحاء العالم. وبحسب الخبراء الذين تحدثوا إلى واشنطن بوست، على الرغم من أن حيل المحتال تأتي بأشكال عديدة، إلا أنها تعمل بنفس الطريقة: "ينتحل المحتال شخصية شخص جدير بالثقة - طفل أو حبيب أو صديق - ويقنع الضحية بإرسال الأموال إليهم لأنهم في محنة". ليس من الواضح كيف يحصل المحتالون على الصوت المستنسخ، لكن واقعة أخرى لعملية احتيال بواسطة الذكاء الاصطناعي، قام بها محتالون في كندا بإيهام والدين مسنين بأن ابنهما قتل دبلوماسيا ويحتاج إلى 21 ألف دولار قبل موعد المحكمة. وبحسب واشنطن بوست، قد يكون الجناة حصلوا على نسخة من الصوت للشخص المقلَّد كان نشره عبر موقع يوتيوب تحدث فيه عن هوايته عن التزلج، ورغم تقدم الاسرة ببلاغ إلى السلطات الكندية إلا أن ذلك لم يعيد إليهم الأموال التي دفعوها أملًا في إنقاذ الموقف.