• جمعة: ربط القرآن الكريم في مواضع عديدة بين الدعاء والاستجابة لله ورسوله أكد وزير الأوقاف محمد مختار، أن الاستجابة لله ورسوله أوسع باب لقبول الدعاء، والقرآن الكريم ربط في مواضع عديدة بين الدعاء والاستجابة لله سبحانه فقال تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ". وأضاف جمعة، خلال خطبة الجمعة بمسجد: عبد الرحيم القنائي بمحافظة قنا بعنوان الاستجابة لله ورسوله، في اليوم التالي ليوم أحد أشيع أن أبا سفيان بن حرب يجمع القوم للعودة إلى مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد انتهاء يوم أحد فانتدب النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه للخروج؛ لتتبع عدوهم؛ ليرى الناس أن بهم قوة وأنهم لا يخافون في الله لومة لائم. وأكمل جمعة: لكنه قال لا يخرج معنا اليوم إلا من حضر معنا بالأمس، فخرج أصحابه (صلى الله عليه وسلم) معه على ما بهم من الجهد وما ببعضهم من ألم الجراح. وأوضح انه عليك أن تدرك أمرين: الأول: بين من يعتمدون على الله ومن لا يعتمدون إلا على الخلق، يمكن لبعض الخلق أن يعطوك شيئا لكن عليك أن تتيقن أن أحدًا لا يمكن أن يعطيك شيئا إلا إذا أراده الله وكتبه لك، وقد قالوا: "لا ينال عطاء معط معطى إلا بأمر المعطي عز وجل، ولا تخضعن لمخلوق على طمع فإن ذلك نقص منك في الدين لن يقدر العبد أن يعطيك خردلة إلا بإذن الذي سواك من طين وعلمنا نبينا (صلى الله عليه وسلم): "أطلبوا حوائجكم بعزة الأنفس فإن الأمور بمقاديرها". ونوه بأن النقطة الثانية: أن بعض الناس قد يملكون أن يعطوا بعض الناس مالا أو نوالا لكنه قد يكون في وقت دون وقت، يمكن أن يعطيك بعض الناس مالا أو عطاء ماديًّا أو معنويًّا لكن اسأل نفسك لو اجتمع الخلق جميعًا هل يمكن أن يعطوا أو أن يهبوا صحة لسقيم، أو ولدًا لعقيم، أو هداية لعاص؟ لو اجتمع الخلق جميعهم لن يستطيعوا أن يهبوا صحة لسقيم أو ولدًا لعقيم أو هداية لعاص ولا عافية لذي بلاء وحتى المال والجاه لن يمنحوا إلا ما كتب الله لك. وأكد وزير الأوقاف أن على المرء أن يتعرف على الله في الرخاء ليعرفه في الشدة، وأن الاستجابة لله والرسول (صلى الله عليه و سلم) من أمارات استجابة الله للدعاء، وأن لإجابة الدعاء مفاتيح، منها الصبر والرضا والدعاء في السجود وكثرة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، أما المفتاح العام لإجابة الدعاء ففي قوله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"، وهناك مفاتيح خاصة منها كثرة السجود، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ"، ويقول سبحانه: "وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ". وتابع: أي تقترب من الله، ومن تلك المفاتيح الصبر وعدم العجلة فهذا سيدنا نوح (عليه السلام): "وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ" ويقول سبحانه: "فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ"، وقال تعالى لرسوله (صلى الله عليه وسلم): " وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا". وأشار إلى أن ديننا مفعم بالأمل فلا يأس من رحمة الله فالله هو القادر المجيب، ومهما كان طلبك ومهما كانت حاجتك من المال فلا تيأس، ومهما كانت حال صحتك فلا تيأس، ومهما طال عقمك فلا تيأس، لأنك تسأل العظيم، وهذا نبي الله سيدنا سليمان (عليه السلام): "قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" فإذا قصدت باب الكريم (عز وجل) ووقفت على بابه بصدق أعطاك سؤلك، فهذا نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: " إنَّ اللَّهَ حيِىٌّ كريمٌ يستحي إذا رفعَ الرَّجلُ إليْهِ يديْهِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ".