افتتح أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وخالد عبدالعال محافظ القاهرة، الإثنين الماضي، مسجد الحاكم بأمر الله في شارع المعز بالقاهرة الفاطمية بعد ترميمه. ويعتبر مسجد الحاكم بأمر الله رابع أقدم المساجد الجامعة الباقية بمصر، وثاني أكبر جوامع القاهرة إتساعًا بعد جامع أحمد ابن طولون. • تحفة معمارية عتيقة يعتبر مسجد أو جامع الحاكم بأمر الله رابع أقدم المساجد الجامعة في مصر، وثاني أكبر جوامع القاهرة إتساعًا بعد جامع أحمد ابن طولون. أمر بإنشاء المسجد الخليفة العزيز بالله الفاطمي في سنة 380ه /990م وتوفي قبل إتمامه، فأتمه ابنه الحاكم بأمر الله 403ه/ 1013م . يقع الجامع الحاكم بأمر الله حاليًّا بنهاية شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية بجوار باب الفتوح، حيث كان المسجد في وقت تشييده يقع خارج أسوار القاهرة القديمة التي شيدها جوهر الصقلي، ثم أصبح داخل حدود المدينة بعد أن قام بدر الجمالي (480ه/ 1087م) بتوسعة المدينة وتشييد الأسوار الحالية للقاهرة العتيقة. وبحسب وزارة السياحة المصرية، فإن المسجد مستطيل الشكل، ويتكون من صحن أوسط مكشوف تحيطه أربع أروقة ويعلو واجهته مئذنتين، وقد تعرض الجامع للعديد من عمليات الترميم على مر السنين. ويمثل المدخل الرئيسي البارز بالواجهة الغربية لمسجد الحاكم بأمر الله، أقدم أمثلة المداخل البارزة في مصر، حيث أخذ الفاطميون فكرته من مسجد المهدية في تونس. ولعب جامع الحاكم بأمر الله دورا هاما، حيث كان يقوم جامع بنفس دور جامع الأزهر الشريف في ذاك الوقت من حيث كونه مركزًا لتدريس المذهب الشيعي. وبذلك، شهد المسجد العديد من التغيرات التى أثرت على وضعه داخل الدولة الفاطمية، أولها تعليمات الحاكم بأمر الله بإقرار التدريس فى الجامع، والسماح لعلماء الأزهر بالتدريس والالتحاق به، ليصبح مسجد الحاكم بأمر الله الجامعة الرابعة فى مصر، بعد جامع عمرو بن العاص وجامع أحمد بن طولون وجامع الأزهر. وللمسجد أهمية تاريخية، حيث اتخذته الحملة الفرنسية مقرًا لجنودها، واستخدمت مئذنتيه كأبراج للمراقبة، وتم استخدام رواق قبلته كأول متحف إسلامي بالقاهرة أطلق عليه دار الآثار العربية. أهمل المسجد لفترات طويلة حتى تحولت أروقته لمخازن للتجار المحيطين بالمنطقة، حتى عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث طلبت طائفة "البهرة"، الإذن بتجديده بالجهود الذاتية، ودعا السادات إلى افتتاح المسجد، ومنذ ذلك الحين يقوم "البهرة" الذين هاجروا إلى مصر واستقروا بها للتجارة برعاية الجامع، وهو مفتوح لجميع الطوائف للصلاة فيه.