تتعاون مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، لتعزيز الأمن الغذائي والتغذوي للأفراد والمجتمعات المتأثرة بالنزاعات ومساعدة النازحين والعائدين والمجتمعات المضيفة في شمال شرق نيجيريا، وفق بيان من مكتب المنظمة في القاهرة، اليوم الخميس. وتسبب التمرد المسلح المستمر لجماعة بوكو حرام بشمال شرق نيجيريا، في مستويات مثيرة للقلق من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في البلاد، ما أدى إلى تفاقم عوامل الهشاشة والضعف، لا سيما في الولايات ال3 الأكثر تضررا، وهم (أداماوا، وبورنو، ويوبي). وتشير أحدث التحليلات الصادرة في نوفمبر الماضي عن مؤسسة "كادر هارمونايز"، إلى أن ما يقرب من 4.4 مليون إنسان معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم العجاف (يونيو – أغسطس 2023)، فيما تسببت النزاعات واضطرابات المناخ بالمنطقة في نزوح 2.2 مليون معظمهم من النساء والأطفال. وبفضل التمويل الذي تقدمه "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، ستدعم منظمة الأغذية والزراعة، 58 ألف ممن يعيشون في مرحلتي الأزمة والطوارئ من مراحل انعدام الأمن الغذائي في الولايات الثلاث، عن طريق توفير المدخلات والمشاريع التي تمكّن المزارعين من الحصول على المعارف والخبرات والأدوات والتقنيات الذكية المبتكرة لتعزيز إنتاجية محاصيلهم الزراعية وثرواتهم الحيوانية. ويشمل هذا البرنامج إنشاء مدارس المزارعين الحقلية، والعمل مع الخبراء لتحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية ل4 آلاف أسرة في موسم الأمطار، وإنتاج الحبوب والخضروات ذات القيمة الغذائية العالية ل2000 أسرة خلال موسم الجفاف، ودعم الإنتاج المنزلي للخضروات ل2000 أسرة في المناطق الحضرية وشبه الحضرية، وتزويد 200 من المزارعات بالمواشي وأعلافها، وتوفير الدواجن مع أعلافها ل 200 أسرة من الفئات الضعيفة في مناطق النزاعات. وفي هذا السياق، قالت سارة النعيمي، مديرة مكتب مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية: "نحن في المؤسسة نركز على بناء شراكات استراتيجية مع المنظمات التي تعطي الأولوية لتمكين المجتمعات وتقديم المساعدات الإنسانية". وأضافت: "ستمكننا شراكتنا مع منظمة الأغذية والزراعة من العمل على تنفيذ مشاريع متكاملة تساعد المزارعين على تبني ممارسات زراعية مستدامة، والتخفيف من الآثار المترتبة على تغير المناخ، وضمان الأمن الغذائي". من جهته، قال رينيه بولسن، مدير مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الأغذية والزراعة: "إن المساعدات الزراعية هي مساعدات إنسانية تنقذ الحياة، والتدخلات الزراعية العاجلة لها تأثيرات هائلة على توفير الغذاء والتغذية والاستقرار للسكان، ما يقلل بشكل كبير من التكاليف الإنسانية الأخرى". وهناك حاجة إلى التدخل المباشر في شمال شرق نيجيريا لمساندة السكان المتأثرين بحالة انعدام للأمن الغذائي، وتسهم المساعدة المستندة إلى تحسين سبل العيش القائمة على الزراعة في حل هذه الأزمة من خلال تعزيز مرونة الأمن الغذائي، ودعم المجتمعات الريفية المهددة، وتمكين النساء من خلال برامج الثروة الحيوانية والتدريب الزراعي لتحسين سبل عيشهن.