شهدت الأيام القليلة الماضية، وقائع جدلية بشأن ازدراء الأديان إحداهما كان لطالبة جامعة سيناء التي حُولت للتحقيق بسبب سبها للنبي والاستهزاء بالجنة والحجاب وثوابت الدين الإسلامي الحنيف، والأخرى للدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، الذي اتهم بازدراء الدينين المسيحي والإسلامي والسخرية من السيد المسيح. ولكن، ما هي شروط تحقق جريمة ازدراء الأديان؟ وما عقوبة ازدراء الأديان بالقانون المصري؟ تتحقق جريمة "ازدراء الأديان" بوقوع الفعل المُجرم، وتوافر النية بغض النظر عن تحقق الهدف المرجو من هذا الفعل من عدمه، وفقا لنقابة المحامين المصرية. وتتحقق الجريمة بناءً على ركنين؛ الأول ركن مادي، يتمثل في استغلال الأديان السماوية في الترويج والتحبيذ باستخدام أي وسيلة من وسائل النشر لأفكار متطرفة تحت ستار مموه أو مضلل من الدين. والركن الثاني معنوي، ويقصد به توافر القصد الجنائي واتجاه الإرادة إلى ازدراء الأديان السماوية أو تحقيرها أو إثارة الفتن، أو الإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، لكي يخرج المنتمون إلى دين معين ليدخلوا في دين آخر ويعتنقوه، أي أن مناط الحماية القانونية بنص تلك المادة هو الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وليس الأديان السماوية، أو الطوائف المنتمية إليها. • عقوبة ازدراء الأديان في القانون المصري تندرج جريمة ازدراء الأديان في الباب الثاني من الكتاب الثاني من قانون العقوبات، تحت عنوان "الجرائم المضرة بأمن الدولة من جهة الداخل"، إذ تنص المادة 98 على الآتي: "يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تجاوز 5 سنوات، أو بغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تجاوز ألف جنيه لكل من استغل الدين في الترويج أو التحييذ بالقول أو بالكتابة أ بأي وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو التحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الضرر بالوحدة الوطنية أو بالسلم الاجتماعي". وفي قانون العقوبات المصري أيضا، تنص المادة 160 على أنه "مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد يعاقب بالحبس مدة 3 سنوات وبغرامة لا تقل عن ألف جنية ولا تزيد عن 5 آلاف جنية كل من شوش على إقامة شعائر ملة أو دين أو احتفال أو رموز أو أشياء أخرى لها حرمة عند أبناء ملة أو فريق من الناس". فيما تشدد العقوبة في أحداث الفتنة أو زعزعة الوحدة الوطنية، وتكون العقوبة المشددة لمدة 7 سنوات، مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد منصوص عليها في قانون آخر، تكون العقوبة الحبس 3 سنوات لكل من انتهك حرمة القبور أو الجبانات أو دنسها، وتكون العقوبة السجن المشدد الذي لا تقل مدته عن 5 سنوات إذا ارتكبت أي من الجرائم السابقة لغرض إرهابي.