شيكولاتة أم بسكويت.. مشروب غازى أم عصير طبيعى.. وغيرها من الأسئلة والاختيارات التى نتخذها فور دخولنا المحلات التجارية والتى لا تعبر فقط عن حسنا الذوقى للطعام.. وإنما فى الأساس لها علاقة بالنوع سواء ذكر أو أنثى.. يقوم المسوقين بتحديد الجمهور المستهدف للسلعة وتبطين الرسائل الموجهة له من خلال الإعلانات بوضع إشارات خفية تؤثر فيه وفق النوع وهو ما يدفعنا لشراء سلعة بعينها.. يظهر ذلك بوضوح فى الطعام حيث تفضل النساء أطعمة بعينها يقبلن عليها متأثرات بجنسهن فيما يقل إقبال الرجال عليها.. لذلك اهتمت صحيفة الأندبندنت برصد عمليات التسويق لعدة منتجات عالمية ودراسة حملاتها الإعلانية. وأوضحت عالمة النفس كاترين جانسون أن شركات الغذاء تلعب كثيرا فى النكهات والمحتويات الفعلية من اجل استهداف جمهور بذاته.. خاصة وأننا نميل لشراء كل ما يعد امتداد لنا أو يرتبط بعلاقة بجنسنا دون أن نعلم أن السلع ذاتها صُممت لجذبنا وليس العكس.. وأكدت جانسون ان أبرز دليل على ذلك هو الحملات الإعلانية الخاصة بمشروبات الشعير والتى تستهدف بصورة واضحة الرجال دون غيرهم رغم انه مشروب يتناوله الجنسين.. إلا أن ما يحدث من إقبال الرجال عليه ليس لمكونات جينية وإنما للرسائل الخفية الموجهة من خلال التسويق والدعاية لها.. كما أوضحت أن خطوة إضافات نكهة على مشروب الشعير مثل نكهة التفاح أو التوت أو غيرها جاءت بسبب عدم رضا أصحاب هذه الشركات عن أرباح منتجهم الذى أصبح يستهدف فئة بعينها دون غيرها.. مشيرة إلى أن الإعلانات ذاتها أصبحت موجهة للمرأة بشكل خاص من خلال الإشارة إلى النكهة المضافة للمشروب لتشجعيهن على شربها.. كما قالت جانسون إن الشوكولاته في المقابل هي المنتج أو السلعة التى تركز على استهداف النساء ، وذلك على الرغم من كلا الجنسين يتناولونها تقريبا بنسب متساوية، إلا أن كافة العلامات التجارية الخاصة بها تنطوى على إشارات أنثوية تستهدف غريزة المرأة ويظهر ذلك من خلال الإعلانات أو البوسترات واللافتات المعلقة فى الشوارع.. وأشارت إلى أن إعلانات الشيكولاتة بصورة خاصة لا تقدم منتج لإشباع الجوع وذلك على عكس معظم المنتجات الغذائية حيث أنها تقدمها وكأنها وسيلة لمعرفة الذات والتمتع بالمذاق فى عالم خاص يحيطه الغموض والسرية وهو ما يتناسب مع عالم المرأة.. وهو فى الوقت ذاته لا يجذب الرجال بشدة.. وأوضحت أن اللون والشكل يعدان عاملان مهمان فى عملية جذب الرجل والمرأة، مشيرة إلى أن الأخيرة تهتم بشكل وتغليف المنتج خاصة وأنها بطبيعة الحال تهتم بالتفاصيل، مؤكدة أن النساء يملن بصورة خاصة للمنتجات الأكثر زخرفة وتعدد فى الألوان وأخف فى الوزن. كما أن البيانات الموضحة والمكتوبة على المنتج من أكثر ما يلفت عيون النساء من حيث السعرات الحرارية، ومدى سلامته وتأييد خبراء الصحة له، وهنا يأتى دور الإعلانات التى تُدعم بآراء خبراء ومتخصصين ينصحون باستخدام أو تناول المنتج أى كان.. من جانبه قال ديفيد ويليامسون مدير التسويق في شركة كيري للجبن إن شركته لا تستطيع توجيه منتجاتها لجمهور بعينه أى أنها لا تستطيع التركيز فقط على النساء وقلة السعرات وإنما تهتم أكثر بمدى صحة المنتجات وفوائدها، إلا انه أشار إلى أن الكثيرين قد يشعرون بان إعلانات الشركة تستهدف الذكور أكثر خاصة عندما يتم التركيز على قدرة المنتجات على إشباع الجوع وهو أهم الصفات التى تهتم بها شركات التغذية.. وأوضح ويليامسون أن هذا الاهتمام يأتى لرغبة الشركات دفع منتجاتها فى أوسع نطاق حتى وان كان هذا فيه تحيز للرجال خاصة وأنهم يأكلون أكثر من النساء، مضيفا وان أكثر الألوان تأثيرا على مراكز الجوع فى المخ هما اللونين الأحمر والأصفر وهنا لا يهتم الرجل بالماركة بل باللون الذى يثير مراكز الجوع فى مخ. كما قال "إن الشركات التى تستهدف تقديم وجبة غذائية دسمة لابد أن تستهدف الرجال أكثر ، وعلينا الاعتراف بحقيقة الفكرة القديمة التي تقول أسرع وسيلة لقلب الرجل معدته".