عرفت أغطية الرأس، منذ أقدم عصور الحضارة المصرية القديمة، حيث يعود تاريخ ارتدائها منذ أن بدأ الإنسان بارتداء الملابس، وذلك لاحتياجه الشديد لحماية الرأس من تقلبات الطقس والطبيعة المختلفة. مع تطور الحياة أصبح لأغطية الرأس، مهام أخرى غير الحماية؛ إذ مع بداية عصر الأسرات ظهر غطاء الرأس ليبرز وظيفة مرتديه ومكانته الاجتماعية وانتمائه، وظهرت التيجان الملكية وكان الغرض منها إبراز السلطة، وظهرت تيجان الوجه القبلي والوجه البحري والتاج المزدوج، وأيضًا تيجان عليها ما يمثل قرص الشمس أو ثعبان الكوبرا أو قرص القمر، وظهر أيضا ارتداء الملوك تاج النمس، وبمرور الزمن، أصبح يرتديها عامة الشعب والطبقات الأقل ثراءً. في بداية القرن الرابع عشر، أصبحت تتميز بعض أغطية الرأس الخاصة بالملوك بريش النعام وكانت ترصع بالأحجار الكريمة والمعادن النفيسة، بينما أغطية رأس عامة الشعب تصنع من القش أو القماش. كما أصبح لبعض الوظائف أغطية رأس تميزها عن غيرها، ففي العصر الفاطمي هناك أغطية رأس تميز كبار رجال الدولة والوزراء ورجال القصر الملكي، عن الأمراء، عن الطبقة العسكرية، عن طبقة الدعاة ورجال الدين، عن الطبقة المدنية، الذين يعملون في الوظائف الديوانية وغيرها. أما العصر العثماني فقد انتشرت العمامة والطربوش المبطن كأغطية للرأس، وقد اقترن الطربوش بالوقار لدى الرجل، وكان لزامًا على الباشوات كبار رجال الدولة والموظفين وطلاب المدارس ارتدائه، حيث ظهرت في عهد محمد علي باشا بعض المصانع التي تقوم بصناعة الطرابيش. ويعرض متحف الوادي الجديد، مجموعة من الطواقي وأغطية الرأس ذات ألوان وأشكال وأحجام مختلفة ومصنوعة من مواد مختلفة، مثل الصوف والقطن والكتان والحرير والجوخ والتي ترجع للعصر العثماني، حيث عثر عليها في مدينة القصر الإسلامية بواحة الداخلة.