2.7 مليون طن حجم الاستهلاك المحلى من الزيوت سنويًا.. ونستورد نحو 2.6 مليون طن منها 22 لترا متوسط استهلاك الفرد فى مصر من الزيوت سنويًا مقابل 34 لترا المتوسط العالمى أجود أنواع الزيوت تخرج من محاصيل السمسم يليه الكانولا ثم الزيتون ودوار الشمس والذرة والصويا والقطن قال رئيس قسم بحوث المحاصيل الزيتية بمعهد المحاصيل الحقلية التابع لوزارة الزراعة، فنجرى صديق، إن ارتفاع فاتورة استيراد الزيوت من الخارج يرجع إلى تدهور زراعات القطن فى العهود السابقة، بجانب تدخلات محتكرى استيراد الزيوت فى فترة التسعينيات، والارتفاع الكبير فى عدد السكان، مؤكدًا أن خطط الدولة حاليًا تتجه نحو النهوض بالزراعات الزيتية لخفض هذه الفاتورة المرتفعة لافتا إلى أن مصر تستهدف رفع نسبة الاكتفاء الذاتى من الزيوت إلى 60% بنهاية 2030، مقابل حوالى 4% فقط حاليا. وأضاف صديق، فى حواره ل«الشروق»، أن مصر تستهلك 2.7 مليون طن زيوت سنويًا، نستورد منها حوالى 2.6 مليون طن، مشيرًا إلى وجود خطة طموحة للنهوض بالزراعات الزيتية دون المساس بالزراعات الاستراتيجية الأخرى، من خلال التوسع فى زراعات محصول «الكانولا»، الذى يتحمل الملوحة وقلة المياه ويصلح للزراعة فى أكثر من تربة وبالأخص الرملية، ونسبة استخلاص الزيوت منه كبيرة، وفوائده متعددة، وإلى نص الحوار: كم يبلغ حجم استيراد مصر من الزيوت؟ يصل حجم إجمالى ما تستورده مصر من الزيوت إلى حوالى 96% سنويًا مما نستهلكه، حيث نستورد نحو 2.1 مليون طن زيت خام، يأتى إلى مصر للتكرير فقط، إلى جانب استيراد حوالى 4.5 مليون طن فول صويا وحوالى 500 ألف طن بذور دوار شمس ليتم عصرها وإنتاج الزيت، ليصل إجمالى كمية الزيوت المستوردة كزيت خام أو بذور إلى 2.6 مليون طن. ما سبب ارتفاع حجم استيراد الزيوت من الخارج؟ هنا لا بد أن نشير إلى نقاط مهمة تسببت فى استيرادنا الكبير للزيوت، وأولها تدهور مساحات زراعة القطن الأعوام الماضية، وعدم الاهتمام بصناعة النسيج لسنوات طويلة، ولكن القيادة السياسية اهتمت حاليا بمحصول القطن وزيادة مساحات زراعته مؤخرًا، والتى وصلت العام الماضى إلى نحو 325 ألف فدان. كما أن هناك سببا آخر، وهو انخفاض زراعة المحاصيل الزيتية نتيجة عدم تقديم الخدمات التى تحفز المزارعين على زراعتها، فأصبح الأغلب يتجه لزراعة محصول «عباد الشمس» من صنف «التسالى»؛ لأنه يُعد أكثر ربحية، ويصل سعر الطن منه الآن ل28 ألف جنيه، بينما يتراوح سعر طن المحصول الزيتى ل 20 ألف جنيه. ولعل من ضمن الأسباب المهمة وأبرز التحديات التى كانت تواجه توطين الزراعات الزيتية فى مصر، هو مستوردو الزيوت، الذين وقفوا أمام تطبيق العديد من الابتكارات البحثية وزراعة أصناف مبتكرة من المحاصيل الزيتية فى التسعينيات. أيضًا هناك سبب آخر أكثر أهمية وهو الزيادة السكانية الكبيرة، والتى تلتهم أى زيادة فى الإنتاج المحلى. لكن حاليًا تم وضع خطط على مدار السنوات المقبلة لكل محصول زيتى على حدة لتقليل استيراد الزيت، فمثلا محصول دوار الشمس الزيتى؛ وتم وضع خطة هذا العام لزراعة 90 ألف فدان من دوار الشمس، بمتوسط إنتاج للفدان تصل تتراوح ما بين طن وربع إلى طن ونصف، لتزيد تلك المساحة العام المقبل إلى 250 ألفا ومن ثم إلى 500 فأكثر فأكثر. ما الحل لإنهاء أزمة الزيت فى مصر؟ التوسع فى زراعة محصول الكانولا يمكن أن يكون الحل السحرى لأزمة الزيوت فى مصر، لأسباب عدة، أبرزها أنه المحصول الزيتى الشتوى الوحيد، وتصل نسبة الزيت فى بذوره ما بين 40 إلى 45٪ حسب الصنف، وهو محصول يتحمل جميع الظروف والبيئات المختلفة التى لا تصلح لزراعة المحاصيل الأخرى، ويتحمل نسبة عالية جدا من الملوحة حتى 5 آلاف جزء فى المليون وحدة. وتوقفت زراعة الكانولا بمصر فى التسعينيات، حيث تمت محاربة زراعته من قبل مستوردى الزيوت، ونشروا أخبارًا كاذبة عن أضرار زيت الكانولا، وأنه يسبب تصلب الشرايين والوفاة، ما نتج عنه وقف زراعته، وحاليًا تم عمل أبحاث علمية كثيرة لإثبات عدم صحة هذه الأضرار، على الرغم من أن زيت الكانولا هو الزيت الخامس فى الاستخدام العالمى، وتستخدمه العديد من دول العالم مثل فرنسا وأستراليا والهند والدنمارك وألمانيا، كما يتميز بأن المقنن المائى الخاص به قليل جدا مقارنة بالمحاصيل الأخرى. ما النسبة المستهدف زيادتها فى إنتاجنا من الزيوت حتى 2030؟ نستهدف زراعة 90 ألف فدان من دوار الشمس هذا العام؛ والعام المقبل 250 ألف فدان وبحلول عام 2025 سيتم زراعة حوالى 500 ألف فدان، هذه إحدى خطط زيادة إنتاج الزيوت، والقياس على هذا الأمر يشمل باقى المحاصيل، وهناك اهتمام كبير من القيادة السياسية بزيادة إنتاج مصر من الزيوت وتم وضع خطط على مدار السنوات القادمة لكل محصول على حدة لتقليل استيراد الزيت، وبذلك فإن زيادة المساحات المزروعة من المحاصيل الزيتية بشكل سنوى سيؤدى إلى ارتفاع الاكتفاء الذاتى من الزيوت إلى 60% بنهاية 2030. ما هى مصادر إنتاج الزيوت فى مصر؟ هناك العديد من المحاصيل الزيتية والتى تكون فى الغالب متعددة الإنتاجية، لكن تُزرع بغرض إنتاج الزيوت من بذورها، وأبرزها القطن، حيث يعتبر المحصول الأهم فى إنتاج الزيوت، وكان يسمى بزيت التموين. أيضًا محصول فول الصويا؛ والذى نشهد فيه هدرا كبيرا لاستخراج الزيوت، حيث إن الجزء الأكبر منه يستخدم فى صناعة الأعلاف، وهى تلك الكميات التى تستخدم كعلف دون الدخول فى مصانع استخراج الزيوت أولا، لكن هذا الأمر انتهى أيضًا باهتمام الحكومة الآن بالاستفادة من المحصول ثنائى الغرض، ومن المستهدف زراعة 150 ألف فدان هذا العام من فول الصويا، وزيادتها العام المقبل إلى 500 ألف فدان. أما محصول دوار الشمس فإنه من أفضل المحاصيل الزيتية، ذات الاستخلاص العالى لنسبة الزيوت، وأيضًا هو من المحاصيل الزيتية عالية الجودة، كما أن الزيتون يُعد من أفضل مصادر إنتاج الزيوت، وأقصد الزيتون الخاص بالزيوت وليس «التخليل»، وأيضًا محصول السمسم؛ ويستخدم عدة استخدامات غير استخراج الزيوت منها الطبية والعطرية وأيضا صناعة الطحينة والحلويات. وهناك أيضًا محصول الفول السودانى، وتم استخراج الزيوت مؤخرا من الفول السودانى نظرا لأزمة الزيت، وأخيرا محصول الكانولا، وهو موضوع له خطة كبرى للتوسع فى زراعته، كونه يُعد أحد أفضل أنواع المحاصيل لاستخراج الزيوت، بجانب فوائده الكبيرة للقلب والصحة العامة. كم تبلغ نسبة استخلاص الزيوت من تلك المحاصيل؟ بالنسبة لأعلى المحاصيل استخلاصًا للزيوت يأتى محصول الفول السودانى على رأس القائمة؛ كونه تصل نسبة استخلاص الزيوت منه لنحو 60%، يليه محصول السمسم بنسبة استخلاص تصل إلى 55%، بعده محصولا عباد الشمس والكانولا بنسبة استخلاص حوالى 45%، ثم يأتى بذور القطن وفول الصويا بنسبة استخلاص 20% زيوت لكل منهما. هل ننتج زيت نخيل فى مصر؟ لا يوجد فى مصر النخيل المخصص لإنتاج الزيوت، ويتم استيراد كامل الكميات من الخارج، وهو يشكل نحو 40% من وارداتنا من الزيوت. كما يعتبر زيت النخيل أقل الزيوت جودة، ويحتوى على نسب عالية من الدهون المشبعة. كم يبلغ معدل استهلاك الفرد سنويا من الزيت؟ فيما يخص المتوسط العالمى لاستهلاك الفرد من الزيوت؛ فإنها تصل إلى 34 لترا بمتوسط سنوى، وبالنسبة لمتوسط استهلاك الفرد فى مصر، فإنها تصل إلى 22 لترا سنويًا، ونسعى للوصول إلى المتوسط العالمى خلال الفترة المقبلة بزيادة مساحات زراعة المحاصيل الزيتية وتقليل الاستيراد.