كشف الدكتور محمد أبو الغار، السياسي المصري وأستاذ طب النساء بجامعة القاهرة، إنه تم إلحاق أكثر من نصف مليون فلاح مصري بالفيلق المصاحب للقوات البريطانية بالإجبار خلال حقبة الحرب العالمية الأولى، وإرسالهم إلى جبهات الحرب في إيطالياوتركيا واليونان وفلسطين لمحاربة الألمان، كاشفا عن وفاة 50 ألف مصري في هذه الحرب. وأضاف خلال لقائه ببرنامج «حديث القاهرة» المذاع عبر شاشة «القاهرة والناس»، مساء الخميس، أنه التاريخ المصري لم يتناول الحادث، مشيرا إلى سفره إلى المتحف الإمبريالي البريطاني بعد تحفظ دار الوثائق المصرية عن نشر معلومات عن الفيلق حتى الآن. ولفت إلى إرسال اللورد بلفور؛ إلى المندوب السامي في مصر من أجل تكليف حسين رشدي رئيس الوزراء آنذاك، بشأن طلب جلب الفلاحين المصريين للمشاركة مع القوات البريطانية في الحرب وإنشاء خطوط سكك الحديد وتفريغ الشحنات. وأضاف أن مديريات المحافظات والشرطة كانت تجند الفلاحين قسرا، ويجبرونهم على توقيع عقد عمل مقابل أجر زهيد. «الفيلق المصري»، كتاب يحكي عن حادثة خطيرة في تاريخ مصر الحديث، لم تذكر في كُتب التاريخ المدرسية، ولم يصدر عنها كتاب يؤرخ لها بالرغم من تأثيرها العميق على مصر. طلبت بريطانيا من الحكومة المصرية -في أثناء الحرب العالمية الأولى- إصدار أوامرها إلى مأموري المراكز والعمد بالقبض على شباب الفلاحين، وربطهم بالحبال وترحيلهم مع الجيش البريطاني إلى سيناء وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق وغرب تركيا وجزر اليونان وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا؛ ليقوموا بأعمال شاقة مثل بناء خط سكة حديد وتحميل وتفريغ السفن، وبالفعل تم ترحيل ما يقدر بحوالي 530 ألف فلاح حين كان تعداد مصر 12 مليون نسمة، وقٌتل منهم حوالي 50 ألف فلاح أي 10 % من فلاحي مصر. محمد أبو الغار؛ أستاذ بكلية طب قصر العيني، حاصل على جائزة الدولة التقديرية في الطب، وله كتب وأبحاث هامَّة منشورة في كبرى المجلات العلمية في الطب. وهو أول من أدخل علم الأجنَّة وتكنولوجيا أطفال الأنابيب في مصر. وله عدد من الكتب في مجال الثقافة والفن والتاريخ، بالإضافة إلى مئات المقالات في الصحف والمجلات.