تحدث الدكتور محمد أبو الغار، السياسي المصري وأستاذ طب النساء بجامعة القاهرة، بعض كواليس كتابه «الفيلق المصري - جريمة اختطاف نصف مليون مصري»، قائلا إن الاحتلال الإنجليزي تعمد اختيار مجموعة من الفلاحين وبالأخص من صعيد مصر؛ حتى ينضموا لأعمال مدنية في خدمة الحرب، ولكن الأمر تطرق لحوادث غير آدمية. وأضاف خلال لقائه ببرنامج «حديث القاهرة» المذاع عبر شاشة «القاهرة والناس»، مساء الخميس، أن الحكومة المصرية -آنذاك- نفذت تعليمات وزير الخارجية البريطاني بيلفور، وساعدت في تجميع الفلاحين وتكفلت بنقلهم، بل وأيضًا قدمت سلفة للاحتلال الإنجليزي ما يقدر ب3 ملايين جنيه إسترليني. وتابع: «هذه السلفة كانت مرتبات الفلاحين طيلة مدة الاحتلال، شاملة المأكل والمشرب، وبعض آراء المحللين تقدر هذا المبلغ الآن ب30 مليار إسترليني، وعلى الدولة المصرية مطالبة الحكومة البريطانية بهذا المبلغ الآن وفقا لهذا المحلل الذي يدعي "أرون"». وأشار «أبو الغار»، إلى تعرض هؤلاء المصريين لظروف عصيبة؛ مثل الطقس الأوروبي، فضلا عن اختلاف اللغات، بالإضافة إلى أدوات العقاب القاسية مثل الجلد والحرمان والإهانة. «الفيلق المصري»، كتاب يحكي عن حادثة خطيرة في تاريخ مصر الحديث، لم تذكر في كُتب التاريخ المدرسية، ولم يصدر عنها كتاب يؤرخ لها بالرغم من تأثيرها العميق على مصر. طلبت بريطانيا من الحكومة المصرية -في أثناء الحرب العالمية الأولى- إصدار أوامرها إلى مأموري المراكز والعمد بالقبض على شباب الفلاحين، وربطهم بالحبال وترحيلهم مع الجيش البريطاني إلى سيناء وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق وغرب تركيا وجزر اليونان وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا؛ ليقوموا بأعمال شاقة مثل بناء خط سكة حديد وتحميل وتفريغ السفن، وبالفعل تم ترحيل ما يقدر بحوالي 530 ألف فلاح حين كان تعداد مصر 12 مليون نسمة، وقٌتل منهم حوالي 50 ألف فلاح أي 10 % من فلاحي مصر. محمد أبو الغار؛ أستاذ بكلية طب قصر العيني، حاصل على جائزة الدولة التقديرية في الطب، وله كتب وأبحاث هامَّة منشورة في كبرى المجلات العلمية في الطب. وهو أول من أدخل علم الأجنَّة وتكنولوجيا أطفال الأنابيب في مصر. وله عدد من الكتب في مجال الثقافة والفن والتاريخ، بالإضافة إلى مئات المقالات في الصحف والمجلات.