قال مسؤولون أتراك اليوم الثلاثاء، إن عدد قتلى الزلزال المدمر على الحدود التركية- السورية تخطى 6200 قتيل. يشار إلى أن هذه الأعداد مرشحة للزيادة حيث عرقلت ظروف الطقس شديدة البرودة والعاصفة جهود الإنقاذ. وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث والطوارئ فى تركيا إن عدد قتلى الزلزال في تركيا ارتفع إلى 4544 وإن أكثر من 26 ألف شخص أصيبوا جراء الزلزال. وفي سوريا المجاورة، لقي ما لا يقل عن 1712 شخصا حتفهم وأصيب أكثر من 3749 شخصا آخرين، وفقا لوزارة الصحة ومنظمة الخوذات البيضاء اللتين تقومان بحصر الضحايا في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وتلك التي تسيطر عليها المعارضة على الترتيب. وبذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية للقتلى الذين سقطوا جراء الزلزال في كل من تركياوسوريا إلى أكثر من 6200 قتيل. ولدى وصول فرق بحث وإنقاذ من دول من مختلف أرجاء العالم إلى المنطقة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في 10 محافظات هي الأكثر تضررا من الزلزال المدمر. وقال وزير الداخلية سليمان صويلو إن تركيا أرسلت بالفعل 28 ألف فرد أمن إلى المناطق المنكوبة بالزلزال في البلاد. وأضاف الوزير إن هناك 10 آلاف فرد أمن آخرين ينتظرون إرسالهم إلى تلك المناطق. وقال أردوغان "هذه واحدة من أكبر الكوارث في منطقتنا والعالم، وليس فقط في تاريخ جمهوريتنا". ولم يتضح بعد المدى النهائي للكارثة، حيث ما زال هناك العديد من الأشخاص مفقودين أسفل الأنقاض فيما يفتش عمال الإنقاذ بصورة محمومة عن ناجين. وانهارت مبان سكنية كاملة في بعض المدن جراء الهزات الأرضية، وترددت أنباء عن انهيار أكثر من 5700 مبنى نتيجة الزلزال. وقال أورهان تاتار رئيس إدارة الحد من المخاطر وآثار الزلزال إن أحوال الطقس سيئة للغاية في المنطقة. وشمل ذلك هطول ثلوج وأمطار وهبوب رياح قوية في المناطق المتضررة. كما أن درجات الحرارة تقترب من درجة التجمد في بعض المناطق. وأفادت عمال الإنقاذ في سوريا أيضا بأنهم يعانون من ظروف صعبة ونقص في المعدات. وقال أحد متطوعي منظمة الخوذ البيضاء ، اكتفى بذكر أن اسمه محمد، إن البحث كان "بطيئا للغاية" خلال ليلة الاثنين- الثلاثاء في إدلب ومناطق أخرى متضررة بسبب عاصفة ضربت المنطقة ونقص المعدات الثقيلة التي تزيل الأنقاض. وأعلن يونس سيزر مدير هيئة إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا إنه تم تسجيل 285 هزة ارتدادية في المنطقة الحدودية بين تركياوسوريا حتى الآن. وقال وزير التطوير العمراني مراد كوروم اليوم الثلاثاء" هذا الزلزال أضر بصورة مباشرة ب 5ر13 مليون شخص من مواطنينا". وأضاف أن عمليات الانقاذ مستمرة. وما زال يصعب الوصول لبعض الطرق والممرات، ويجري العمل لاستعادة الحركة عليها. وأوضح الوزير أنه لا توجد مياه في بعض المناطق، مضيفا أن الجهود جارية لإصلاح الأضرار في أسرع وقت ممكن وإمداد المواطنين بالمياه. وأوضح أحد سكان حي جوكسن في مدينة كهرمان مرعش (70 كيلومترا من مركز الزلزال)، ويدعى نيازي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الوضع على الأرض. وقال إنه وأسرة شقيقه، من بينهم رضيعان، يستعدون لقضاء ثالث ليلة في سيارتهم، لكن الوقود ينفذ منها بينما يواجهون درجات الحرارة التي تصل لما دون الصفر. ويسير السكان في شوارع كهرمان مرعش التي يتناثر بها الزجاج المهشم، وبرغم خطر انهيار المباني، بحثا على احتياجاتهم الأساسية. وطلبت تركيا المساعدة من الحكومات الأجنبية لمواجهة آثار الزلازل، وكان زلزال بقوة 7ر7 درجات على مقياس ريختر قد ضرب جنوب شرق تركيا في المنطقة الحدودية مع سوريا صباح أمس الاثنين، تبعه زلزال آخر بقوة 5ر7 درجات على مقياس ريختر. قال المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش، اليوم الثلاثاء، إنه تم حشد سبعة وعشرين فريقا للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ في تركيا، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد أمس بقوة 8ر7 درجة على مقياس ريختر وتسبب في دمار واسع. وغرد لينارتشيتش عبر موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "تضامن الاتحاد الأوروبي في أفضل حالاته". وأوضح المسؤول الأوروبي أن هذه الفرق جاءت من 19 دولة أوروبية مختلفة، من بينها مونتينيجرو (الجبل الأسود) وألبانيا، وهما ليستا عضوتين في التكتل. وتضم هذه الفرق 1150 من عمال الإنقاذ و 70 كلبا مدربا.