في تطور سريع لموقف أمريكا والغرب من مذابح الأرمن، قرر رجب طيب أردوجان رئيس الوزراء التركي إلغاء زيارة كان مقررا أن يقوم بها للولايات المتحدة خلال شهر أبريل المقبل للمشاركة في قمة دولية حول الأمن النووي تستضيفها واشنطن، وذلك ردا على قرار لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي في 4 مارس الجاري باعتبار بعض الحوادث التي وقعت في شرق الأناضول عام 1915 مذبحة إبادة جماعية للأرمن على يد الأتراك العثمانيين. وقال أردوجان - في تصريح قبيل مغادرته أنقرة الليلة الماضية متوجها إلى لندن في زيارة لبريطانيا - إنه لن يذهب إلى الولاياتالمتحدة لحضور القمة التي كانت موجودة على جدول أعماله، مشيرا إلى أن الدعوة لهذه القمة هي دعوة روتينية، وأن أحد الوزراء بالحكومة سيمثل تركيا بدلا عنه. ومن جانبها، ذكرت صحيفة (صباح) التركية الثلاثاء، أن تركيا كانت قد استدعت سفيرها لدى واشنطن نامق تان بذريعة التشاور، وبعد ذلك توجهت جميع الأنظار إلى زيارة أردوجان لأمريكا للاشتراك بقمة الأمن النووي، والتي كان سيلتقي خلالها بالرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامشها. يذكر أن الأرمن يتهمون الدولة العثمانية بإعمال القتل والذبح والشنق بهم في عام 1915، بعد أن تحالفوا مع الروس للاستقلال بدولتهم، راح ضحيتها أعداد كبيرة من الأرمن وبعضاً من الطوائف المسيحية الأخرى كالسريان والكلدان والآشوريين وغيرهم، ويعتبر البعض أن مذبحة الأرمن ثاني أكبر قضية عن المذابح بعد محرقة الهولوكست. على صعيد آخر، طالبت المعارضة التركية بطرد المهاجرين الأرمن المقيمين في تركيا بطريقة غير شرعية، وسحب التوقيع على بروتوكولين لتطبيع العلاقات مع أرمينيا وقعتهما تركيا معها في أكتوبر الماضي، كرد على القرارات التي تصدر عن بعض برلمانات الدول الأجنبية للاعتراف بادعاءات الأرمن حول ما يسمى بمذبحة للإبادة الجماعية على يد الأتراك. وذكرت صحيفة "يني شفق" التركية في عددها الصادر الثلاثاء، أن مطالب المعارضة طرحت أثناء الجلسة التي عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان التركي الاثنين، وحضرها أحمد داود أوغلو وزير الخارجية لمناقشة قراري لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي والبرلمان السويدي، بالاعتراف بإدعاءات المذبحة التي تقول أرمينيا إنها وقعت عام 1915 في شرق الأناضول. وأضافت الصحيفة أن جنان أرتمان نائبة حزب الشعب الجمهوري، طالبت بطرد جميع المهاجرين غير الشرعيين من أرمينيا، والتي تسمح لهم تركيا بالإقامة على أراضيها حتى يتم توفيق أوضاعهم. كما طالب دنيز بولوكباشي نائب حزب الحركة القومية بأن تسحب تركيا توقيعها على برتوكولي تطبيع العلاقات مع أرمينيا الموقعين في زيورخ بسويسرا في 10 أكتوبر الماضي.