ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن شركة أمنية إسرائيلية انتهت قبل ثلاثة أشهر من تدريب مقاتلين وحراس لآبار النفط ومواقع حساسة أمنيا فى دولة خليجية، موضحة أن المدربين هم من خريجى الوحدات القتالية فى جهاز الأمن العام الإسرائيلى (الشاباك) ووحدات النخبة القتالية فى جيش الاحتلال، وتدور أعمارهم حول سن 25 عاما. الصحيفة نشرت فى ملحقها الأسبوعى «7 أيام» أمس الأول صورا لمدربين إسرائيليين وهم يدربون أشخاصا يبدو من ملامحهم أنهم خليجيون، بحسب موقعى «عرب 48» و«مركز الأسرى للدراسات» على الإنترنت. وينطلق ضباط الجيش الإسرائيلى وعناصر «الشاباك» إلى وجهتهم الخليجية من مطار بن جوريون فى اللد، ويصلون بعد تغيير ما لا يقل عن ثلاث طائرات، وعادة يكون طريقهم عبر الأردن أو أنطاليا جنوب تركيا، وفور وصولهم يحظر عليهم حمل جوازات سفر أو استئجار سيارات. وحمل هؤلاء المدربون أسماء منتشرة فى دول غربية، مثل ألمانيا وأيرلندا وأستراليا، وعندما كانوا يضطرون للحديث كانوا يستخدمون الإنجليزية وليس العبرية، خشية افتضاح أمرهم، وتعرض حياتهم للخطر. وأوضحت «يديعوت أحرونوت» أن التدريبات التى أشرفوا عليها ركزت على أساليب حماية آبار النفط، وجمع المعلومات، وإعداد مجموعات لملاحقة «الإرهابيين» والتعامل معهم، خاصة فى المناطق المأهولة بالسكان، فضلا عن تدريبات عسكرية على العديد من أنواع الأسلحة. وكانت التدريبات مكتوبة بالعبرية ثم ترجمت إلى الإنجليزية، وشملت القتال داخل البنايات، وإطلاق النار أثناء حركة السير وملاحقة بحرية، وكذلك مواجهة إمكانية اقتحام معسكرات للجيش. وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن بعض التدريبات لم تكن بعيدة عن الحدود الإيرانية، وقد تم تخريج 300 مقاتل وحارس كل ثلاثة أشهر ما بين عامى 2007 و2009. ولفتت إلى أن الإسرائيليين لاحظوا ضعف رغبة المتدربين الخليجيين فى تطوير قدراتهم رغم ظروف العمل المثالية من سيارات فاخرة وأسلحة بكميات كبيرة جدا. وقد انتهى التعاقد مع الشركة الإسرائيلية نهاية العام الماضى فى ظل انتقادات شديدة للشركة؛ خشية نقلها خبرات أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى دول عربية مقابل مبالغ طائلة. ولم يقتصر عمل الشركة على التدريب العسكرى الأمنى، إذ إن مالك الشركة، الذى أشارت إليه الصحيفة بحرف الباء، يقيم ويدير شركته من إحدى الدول العربية، وقد وقع عقودا مع دول خليجية لتزويدها بأجهزة رقابة أمنية متطورة تكنولوجيا مقابل مبالغ مالية باهظة، وفقا ل«عرب 48».