على مدار عام 2022، شهدت مصر العديد من الاكتشافات الأثرية في أماكن مختلفة، ونجحت البعثات الأثرية في العثور على مقابر أثرية كاملة. وتواصلت "الشروق" مع الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات الدكتور أحمد عامر، لاستعراض الاكتشافات الأثرية التي تم الإعلان عنها في عام 2022. يقول الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات د.أحمد عامر، إن 2022م كان عاما هاما مليئا بالأحداث والاكتشافات الأثرية، فنجد أنها بدأت باكتشاف البعثة الأثرية المصرية بمنطقة وادي النصب في جنوبسيناء لبقايا مبنى استخدم لقائد بعثات التعدين المصريّة بسيناء خلال عصر الدولة الوسطى 1710 قبل الميلاد، بموقع يتوسط مناطق تعدين النحاس والفيروز يمتد على مساحة 225 مترا مربعا تقريبًا. وتابع: بالإضافة إلى اكتشاف البعثة المصرية التشيكية خبيئة لمواد التحنيط أثناء أعمال الحفر الأثري داخل مجموعة من آبار الدفن التي تعود إلى عصر الأسرة السادسة والعشرين، التي تقع بالجزء الغربي من جبانة أبو صير، وكذلك اكتشفت البعثة المصرية بحفائر معبد الأقصر عقب إزالة منزل توفيق باشا أندراوس، لوحة أثرية نادرة تجمع للمرة الأولى بين الملكين تحتمس الرابع وأمنحتب الثاني، وهما يقدمان القرابين ل"آمون" على كرسي العرش. وأشار إلى أن البعثة الأثرية المصرية بمنطقة تل الكدوة في شمال سيناء نجحت في الكشف عن مجموعة آبار مياه طريق حورس المفقودة "طريق حورس الحربي"، التي ترجع إلى بداية عصر المملكة المصريّة الحديثة. واستطرد: وفى مارس كشفت البعثة المصرية النمساوية المشتركة العاملة بمعبد كوم أمبو بأسوان عن مركز إداري يرجع إلى العصر الانتقالي الأول، والكشف أسفر عن أكثر من 20 صومعة مخروطية كانت تستخدم لتخزين الحبوب، وكشف بمنطقة سقارة عن طريق البعثة الأثرية برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري، عن أول وأكبر خبيئة تعود إلى العصر المتأخر أثناء أعمال موسم الحفائر الرابع بجبانة الحيوانات المقدسة "البوباسطيون" بمنطقة آثار سقارة تضم 150 تمثالًا من البرونز مختلفة الأحجام لعدد من المعبودات المصرية القديمة، فضلًا عن تمثال برونزي للمهندس "أيمحتب" بدون رأس غاية في الدقة والجمال، بالإضافة إلى اكتشاف البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار والعاملة بجبانة قويسنا الأثرية بمحافظة المنوفية خلال شهر نوفمبر عن مقابر أثرية ترجع لفترات زمنية مختلفة تحتوي على عدد من المومياوات ذات ألسنة ذهبية. ولفت إلى العثور على بقايا مدينة عسكرية على ساحل البحر الأحمر من بينها اكتشاف بقايا حمام ضخم عمره 2200 عام كان ضمن مركز تجاري يشمل تجارة بيع أفيال الحرب في شرق إفريقيا في ميناء بحري قديم في مصر تحديدًا على الشاطئ الغربي للبحر الأحمر، وترأس الحفريات "ماريوز جوايزدا" الأستاذ المساعد في علم الآثار في معهد البحر الأبيض المتوسط والثقافات الشرقية "وستيفن سايدبوثام" أستاذ التاريخ في جامعة ديلاوير. وزاد: بالإضافة الي كشف "جرزا"، حيث نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بجباية جرزا بالفيوم، في الكشف عن مبنى جنائزي ضخم من العصرين البطلمي والروماني، إلى جانب عدد من النماذج من بورتريهات الفيوم، ونجد أن المبنى المكتشف هو عبارة عن مبنى ضخم مبني على طراز البيوت الجنائزية ذو أرضية من الملاط الجيري الملون والمزين ببلاطات متبادلة الألوان، ويتقدمه من الناحية الجنوبية سقيفة أعمدة عثر بداخلها على بقايا أربعة أعمدة، كما يؤدي المبنى إلى شارع ضيق خاص به، وقد نجحت البعثة أيضا في الكشف عن عدد من التوابيت المختلفة الطرز بعضها على الشكل الآدمي وأخرى على الشكل اليوناني ذات سقف جملوني. وأضاف أنه في الأيام القليلة الماضية نجحت البعثة المصريه في الكشف عن 20 مقبرة تعود للعصر المتأخّر، إنّ هذه المقابر من الطوب اللبن التي ربما تعود للعصر الصاوي، وتحديدًا الأسرة 26، حين كان التخطيط المعماري لها نموذجًا منتشرًا ومتعارفًا عليه في العصر المتأخر، إضافة إلى السمات الفنية، والأواني الفخارية المكتشفة بداخلها، كما نجحت البعثة أيضًا في الكشف عن رقائق مذهبة كانت تغطي بقايا مدافن بشرية، تجسّد بعض المعبودات، بالإَضافة أيضًا إلى العديد من التمائم الجنائزية، كما عُثر أيضًا على نماذج مصغّرة للأواني الكانوبية الخاصة بحفظ أحشاء من فارق الحياة أثناء عملية التحنيط، وتماثيل أبناء حورس الأربعة. وقال: كما نجحت البعثة الأثرية المصرية العامله في معبد إسنا في الكشف عن البعثة أطلال من مبنى للجباخانة "خزن للسلاح والحراسة"، والتي تم بناؤها بمدينة إسنا خلال عصر الخديو محمد علي، من الطوب الأحمر والطوب اللبن وفواصل خشبية من جزوع النخل والخشب، بالإضافة إلى بعض الأحجار التي أعيد استخدامها من بعض الآثار الرومانية والمصرية القديمة الموجودة بالمنطقة. وتابع: إلى جانب العثور على حمام روماني به أحواض للاستحمام يوجد أسفلها ممرات للهواء الساخن وممرات لوصول الماء إلى الأحواض، وهو عبارة عن مستويين، المستوى العلوي يوجد به أرضيات من الطوب الأحمر تضم جزءا مستديرا من الحجر الرملي ربما كان جزء من مقاعد الاستحمام، يتوسطهم مجرى للمياه أسفله ممر تم العثور به على تاج لعمود من الحجر الرملي، وفي الجانب الشمالي الغربي تم الكشف عن درج من الحجر الرملي يتوسطه جدارن من الطوب الأحمر عليه طبقة من الملاط الملون وزخارف نباتية وهندسية.