قُتل ثلاثة من عناصر الأمن وجرح خمسة آخرون خلال مداهمة استهدفت مشتبها به في مقتل نائب مدير شرطة محافظة معان (جنوب المملكة) خلال التعامل مع احتجاجات، حسبما أعلنت مديرية الأمن العام الاثنين. وقالت مديرية الأمن العام، في بيان: "المديرية تنعى استشهاد ثلاثة من مرتباتها، وإصابة خمسة آخرين قبل قليل خلال مداهمة مشتبه به بمقتل الشهيد العقيد عبد الرزاق الدلابيح". وأضافت أن المداهمة في معان (218 كلم جنوبعمان) أدت إلى "مقتل المشتبه به، وهو من حملة الفكر التكفيري، وضبط ثمانية أشخاص آخرين"، مشيرة إلى أن "التحقيقات لازالت جارية". وقُتل الدلابيح وهو نائب مدير شرطة محافظة معان خلال التعامل مع "أعمال شغب" شهدتها احتجاجات على ارتفاع أسعار المحروقات، كما أصيب رجلا أمن، وفق ما أعلن الأمن العام، يوم الجمعة. ودان الملك عبدالله الثاني، الجمعة، مقتل العقيد متعهدا بأن "ينال المجرم عقابه أمام العدالة على جريمته النكراء". وكان وجهاء وأبناء معان، قد أصدروا بيانا نعوا فيه العقيد الدلابيح مؤكدين "رفضهم واستنكارهم أي فعل خارج عن القانون". ولاحقا، أعلن الأمن العام إصابة 49 من عناصر الأمن العام خلال أعمال الشغب، وأنه تم الاعتداء على 70 آلية للأمن العام وأكثر من 90 آلية لمواطنين، وتعهد بالضرب "بيد من حديد" للسيطرة على الأوضاع. وتعهدت الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة ونشر المزيد من شرطة مكافحة الشغب للتصدي للمحتجين على صعوبة الأوضاع المعيشية الذين يلجأون إلى العنف. وشهدت محافظات في جنوبالأردن مؤخرا إضرابات سلمية في الغالب، احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات، بدأت بسائقي الشاحنات وانضمّ إليهم سائقو سيارات أجرة وحافلات عمومية أحيانًا. وأغلقت الأسواق والمحلات التجارية، الأربعاء الماضي، في معان والكرك (نحو 114 كلم جنوبعمان) ومحافظة مادبا (35 كلم جنوبعمان) تضامنا مع هذه الحركة. وتقارب أسعار المحروقات ضعف ما كانت عليه العام الماضي خصوصا السولار الذي يشكل الوقود الأساسي للشاحنات والحافلات، والكاز الذي يعد وقود التدفئة الرئيسي للفقراء. وقدمت الحكومة بعض الحلول بينها زيادة أجور الشحن، وتوزيع مبالغ مالية دعما للأسر الأكثر تضررا، لكن يبدو أنها لم تكن مرضية بشكل كاف للمضربين.