تم العثور على حطام مجموعة من السفن الأثرية الغارقة في بحر البلطيق التي يرجع بعضها إلى فترة العصور الوسطى، وذلك أثناء قيام عمال شركة سويدية بدراسة إقامة خط بحري للغاز الطبيعي يربط بين روسيا وألمانيا .وذكرت شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية التي أذاعت النبأ الليلة الماضية أن حطام بعض هذه السفن في حالة جيدة وتوجد سفن منها ترجع إلى الفترة الواقعة بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر علاوة على تلك التي ترجع إلى العصور الوسطى . وصرح بيتر نورمان المسئول باللجنة السويدية للحفاظ على التراث الوطني بان بعض السفن مازالت بحالتها قبل الغرق، وذلك رغم مرور الأعوام الطويلة على غرقها في مياه بحر البلطيق .من جانبها، أشارت الشبكة الأمريكية أن عدة آلاف من السفن التجارية والحربية غرقت في بحر البلطيق خلال الحربين العالميتين الأولى 1914-1918 والثانية1939-1945 مشيرة إلى أن بحر البلطيق يتميز بعدم وجود الديدان التي تتغذى على أخشاب السفن مثل تلك الموجودة في المحيطات المالحة . وذكرت شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية أن اكتشاف هذا الكنز من حطام السفن الغارقة في قاع بحر البلطيق حدث أثناء قيام شركة نورد ستريم كونسورتيوم السويدية بإجراء مسح لقاع جزيرة جوتلاند السويدية الواقعة في بحر البلطيق لإقامة خط للغاز الطبيعي تحت سطح البحر يبلغ طوله 750 ميل، ويربط بين روسيا وألمانيا. وأشاد خبراء الآثار البحرية في السويد بهذا الاكتشاف الأثري الخطير، وأكدوا انه ينطوي على قيمة تاريخية كبيرة للغاية من شأنها أن تميط اللثام عن طبيعة الحياة خلال العصور الوسطى .وقال نورمان أن محتويات السفن الغارقة سوف تكشف الكثير عن جوانب الحياة اليومية خلال العصور الوسطى والفترة الواقعة بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر الميلاديين. وكشف المسئولون في اللجنة السويدية للحفاظ على التراث الوطني النقاب عن أن حطام 12 سفينة حربية وتجارية يقع في إطار المنطقة الاقتصادية للسويد، ولكنه بعيد تماما عن الموقع المقترح لخط الغاز الطبيعي بين روسيا وألمانيا مشيرين إلى أن الشركة السويدية وعدت بالتزام جانب الحذر بحيث لا تعود الأنشطة التي تقوم بها لإقامة خط الغاز الطبيعي بأية أضرار على الحطام المستقر من السفن في قاع بحر البلطيق. وأضاف نورمان أن حطام ثلاثة من السفن الأثرية على سبيل المثال يرقد على عمق 430 قدما في قاع بحر البلطيق وان حطام بعض السفن الأخرى يوجد على عمق كبير يستلزم استخدام تكنولوجيا متطورة للغاية وجهود إنقاذ وغطس مكلفة تماما .